اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تصعيد جديد للوضع الميداني في إقليم دارفور، اتهم رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، مليشيا الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة من جنوب السودان في الهجوم المتجدد على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، محذرًا من تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي إذا سقطت المدينة.
مرتزقة يقودون الهجوم على الفاشر
وقال مناوي، في تغريدة نشرها على منصة “إكس”، إن مليشيا الدعم السريع استنزفت معظم مقاتليها خلال المعارك الأخيرة، ما اضطرها إلى الاعتماد على مرتزقة أجانب، موضحًا أن “من يقاتل الآن في الفاشر هم جنوبيون تم جلبهم من جنوب السودان”، مؤكدًا أن الخسائر في صفوفهم جسيمة.
وأشار مناوي إلى أن الهجوم الأخير يُعدّ من الأعنف منذ أشهر، إذ شنّت مليشيا الدعم السريع هجمات متزامنة من عدة محاور في الساعات الأولى من فجر الخميس، بعد فترة من الهدوء النسبي الذي شهدته المدينة.
القوات المشتركة تتصدى وتكبد المهاجمين خسائر فادحة
وأكد قادة ميدانيون في القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني، والتي يشرف عليها مناوي، أن قواتهم تصدت للهجوم ببسالة وتمكنت من كسر خطوط التمرد، ما أدى إلى تراجع عناصر الدعم السريع وخسارتهم عدداً كبيراً من الآليات القتالية والمعدات العسكرية.
وأفاد مصدر ميداني من داخل الفاشر أن القوات المشتركة نفذت هجوماً مضاداً ناجحاً على تجمعات الدعم السريع في أطراف المدينة، وتمكنت من تأمين الأحياء الشرقية والجنوبية التي شهدت أعنف الاشتباكات.
خطر يهدد استقرار الإقليم والمنطقة
وحذر مناوي من أن سقوط الفاشر، التي تمثل آخر معقل للسلطة المركزية في شمال دارفور، سيؤدي إلى انفلات أمني خطير، ليس في السودان وحده بل في جنوب السودان ودول الجوار، مشيراً إلى أن وجود مرتزقة جنوبيين في الحرب “قد يفتح الباب أمام نزاع إقليمي واسع يصعب السيطرة عليه”.
وأكد مراقبون أن تصريحات مناوي تكشف حجم التورط الخارجي في دعم مليشيا الدعم السريع، بعد تقارير سابقة تحدثت عن وجود عناصر من دول إفريقية أخرى، بينها كولومبيا، تعمل في تشغيل الطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة.
أدلة مصوّرة تكشف تورط المرتزقة
ونشر ناشطون في الأسابيع الماضية مقاطع فيديو موثقة تُظهر مقاتلين يتحدثون بلهجة جنوبية مميزة أثناء مشاركتهم في هجمات الدعم السريع على أحياء الفاشر، حيث هددوا سكان المدينة باستخدام المسيّرات والمدفعية لإجبارهم على النزوح.
وأكدت مصادر محلية أن بعض المرتزقة الذين تم رصدهم في المقاطع ينتمون إلى جماعات مسلحة كانت تنشط في ولايات بحر الغزال والوحدة في جنوب السودان، مشيرين إلى أنهم يحصلون على أموال بالدولار مقابل المشاركة في المعارك.
الدعم السريع يوسع نطاق الهجمات
وشهدت مدينة الفاشر منذ أبريل 2024 سلسلة من الهجمات الدامية التي تنفذها مليشيا الدعم السريع في محاولة للسيطرة على المدينة الاستراتيجية، التي تُعد بوابة الإمداد الرئيسية للجيش في شمال دارفور، بينما تواصل القوات المسلحة والقوة المشتركة صمودها رغم القصف المتكرر بالطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة.
ويقول خبراء عسكريون إن الدعم السريع تحاول فرض معادلة جديدة في دارفور بعد فشلها في تحقيق مكاسب ميدانية حقيقية في الخرطوم ونيالا، مشيرين إلى أن لجوءها إلى المرتزقة يؤكد انهيار قدراتها البشرية وضعف مواردها القتالية.
مناوي يجدد التزامه بدعم الجيش
وجدد مني أركو مناوي تأكيده على الوقوف الكامل مع القوات المسلحة حتى تحقيق النصر الكامل واستعادة كل شبر من أرض الوطن، داعيًا أبناء دارفور إلى التكاتف في مواجهة المرتزقة والدفاع عن الفاشر باعتبارها “رمزاً للسيادة الوطنية وصمود الدولة السودانية”.
وأكد أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة ومفصلية في مسار الحرب، وأن القوة المشتركة وضعت خططاً عسكرية جديدة لتأمين المدينة ومنع أي اختراق محتمل من جانب المليشيات المدعومة خارجياً.


























