اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
فجّر نقيب أطباء الأسنان في محافظة الإسكندرية، الدكتور وليد الديب، عاصفة من الجدل في الأوساط الطبية والتعليمية، بعد أن وجّه رسالة تحذيرية مباشرة لطلاب الثانوية العامة، دعاهم فيها إلى عدم الالتحاق بكليات طب الأسنان، ما اعتُبر رسالة صادمة أربكت أسر الطلاب في وقت حساس من موسم الامتحانات.
الرسالة التحذيرية: بلا مستقبل
في رسالة نشرها الدكتور وليد الديب عبر صفحته الرسمية على فيسبوك، خاطب طلاب الثانوية العامة قائلاً: 'لطلبة الثانوية العامة علشان يعرفوا الحقيقة.. خريجي طب أسنان الجدد بلا تكليف، بلا تدريب، بلا فرصة في العيادات، بلا فرصة سفر للخارج، بلا فرصة للدراسات العليا… بلاش تختار كلية طب أسنان. لو مصمم يبقى طب بشري. اللهم بلغت اللهم فاشهد'.
الرسالة أثارت موجة استنكار واسعة بين أولياء الأمور والمعنيين بقطاع التعليم، واعتُبرت تشهيرًا غير مبرر بالمهنة، خاصة أنها صدرت من شخصية نقابية تحمل صفة رسمية.
إحالة فورية للتحقيق
وعقب انتشار الرسالة، سارع المجلس الأعلى للجامعات – ممثلًا في لجنة قطاع طب الأسنان – بإرسال خطاب رسمي للنقابة العامة لأطباء الأسنان يطالب فيه بالتحقيق مع الدكتور الديب، بدعوى إثارته البلبلة بين طلاب وأسر الثانوية العامة، دون الرجوع إلى النقابة العامة أو وزارة التعليم العالي، معتبرين أن البيان يحمل رسائل تحبط الطلاب وتسيء لمهنة الطب.
الطبيب يرد: لن أسكت عن الحقيقة
لم يقف الدكتور وليد الديب مكتوف اليدين أمام قرار التحقيق، بل نشر تعليقًا ناريًا قال فيه: 'أنا مش مصدق حاجتين، الأولى تحويلي إلى التحقيق من قطاع طب الأسنان، كنت متوقع يطلبوني لاجتماع يسمعوا مني مقترحات لتطوير وتحسين المهنة، مش عقابي على قول الحقيقة'.
وأضاف: 'الثانية، مش مصدق كم الرجولة والجدعنة والحب من زملائي الأطباء اللي وقفوا جنبي… أقسم بالله العظيم لن أتخلى عن قول الحق والدفاع عن مهنتي حتى آخر يوم في عمري'.
الجدل يتسع… وتحقيق مرتقب
أحدثت هذه الواقعة انقسامًا حادًا داخل أوساط المهنة. ففي حين رأى البعض أن رسالة الديب تعبّر عن أزمة حقيقية يعيشها القطاع الطبي وتحديدًا خريجو طب الأسنان، اعتبرها آخرون تشويهًا غير مسؤول لصورة التعليم الطبي المصري، خاصة في توقيت حساس يتزامن مع انتظار آلاف الطلاب لنتائج الثانوية العامة وتحديد مستقبلهم الأكاديمي.
ومن المقرر أن يتم استدعاء الدكتور الديب للتحقيق، وسط دعوات من مؤيديه بضرورة الاستماع إلى رؤيته لمعالجة الإشكاليات داخل القطاع بدلًا من معاقبته على ما وصفوه بـ'الصدق المؤلم'.
هل يتحول التحذير إلى بداية إصلاح؟
فتح هذا الجدل الباب واسعًا للنقاش حول مستقبل التعليم الطبي في مصر، وإعادة النظر في سياسات القبول والتكليف والتدريب والتأهيل المهني، خصوصًا مع تزايد أعداد الخريجين مقابل محدودية الفرص، مما يتطلب مراجعات عميقة وإجراءات إصلاح شاملة بدلًا من الاكتفاء بالعقوبات الإدارية.