العالم ينتفض ضد"وحشية" الدعم السريع في الفاشر

متابعات- نبض السودان

نددت دول ومنظمات عربية وإسلامية، اليوم الثلاثاء، بالجرائم التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في الفاشر بولاية شمال دارفور، وسط مطالبات دولية صريحة بتصنيفها منظمة إرهابية. وقد أطلقت الدعم السريع، فور سيطرتها على الفاشر، يد عناصرها لارتكاب انتهاكات واسعة جرى توثيقها بمقاطع فيديو نُشرت على نطاق واسع، وشملت استهداف المدنيين العزل.

المواقف العربية: السعودية وقطر والجامعة العربية تدين بشدة

أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها عن استنكارها للانتهاكات التي حدثت خلال هجمات الدعم السريع على الفاشر، داعيةً المليشيا إلى حماية المدنيين وتأمين وصول الإغاثة، كما نادت بضرورة العودة إلى الحوار للتوصل إلى وقف إطلاق النار، مؤكدة أهمية وحدة السودان وأمنه واستقراره والحفاظ على مؤسساته الشرعية.

وفي السياق ذاته، أدانت وزارة الخارجية القطرية الانتهاكات المروعة التي وقعت، مبدية قلق الدوحة حيال الأوضاع المأساوية في المدينة، ودعت مليشيا الدعم السريع إلى القيام بواجبها في حماية المدنيين وضمان تأمين وصول المساعدات الإنسانية والالتزام بالقانون الدولي، وفقاً لما ورد في إعلان جدة. واستنكرت رابطة العالم الإسلامي ووزارة الخارجية الكويتية الجرائم والانتهاكات التي استهدفت المدنيين العزل.

من جهتها، دانت جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، 'الجرائم الوحشية' ضد المدنيين في الفاشر وأبدت قلقها حيال تدهور الأوضاع الإنسانية إثر التصعيد العسكري، مؤكدة أن ما يحدث في الفاشر يمثل تحديًا صارخًا للجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في السودان، ومشددة على ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة.

نداء هدنة وتصعيد أوروبي أمريكي

دعت وزارة الخارجية المصرية إلى اتخاذ كافة الإجراءات التي تفضي إلى تحقيق هدنة إنسانية فورية في كل أنحاء السودان، وصولاً إلى الوقف الدائم لإطلاق النار بما يحفظ أرواح المدنيين وسبل عيشهم. وفي تصعيد أمريكي، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، جيم ريش، إن الأهوال في الفاشر لم تكن حادثة، وإنما كانت خطة مليشيا  الدعم السريع طوال الوقت، مشيراً إلى أن هذه القوات ارتكبت فظائع لا توصف، ومطالباً بضرورة تصنيفها منظمة إرهابية.

من جهته، دعا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية والتجارة في أيرلندا، سيمون هاريس، إلى وقف الأعمال الوحشية، مبدياً فزعه إزاء التقارير المقلقة التي تفيد بأن الدعم السريع ترتكب فظائع واسعة النطاق بدوافع عرقية، بما في ذلك الإعدامات بإجراءات موجزة والعنف الجنسي.

وأبدت وزيرة الخارجية الكندية، أنيتا أناند، صدمتها إزاء الهجمات، وأدانت القتل الجماعي لأكثر من 2,000 مدني.

كما أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية، أنيكا كلاسين، أن مقاتلي مليشيا  الدعم السريع توغلوا داخل الفاشر حيث يقتلون المدنيين بشكل عشوائي، وذكرت أن مليشيا الدعم السريع تتحمّل المسؤولية عن هذه الأفعال بعد أن تعهّدت علنًا بحماية المدنيين.

وفي سياق القصف والتدمير، أشارت التقارير إلى أن هذا التصعيد ساهم في تدمير البنية التحتية، بما في ذلك المرافق الصحية ومصادر المياه والأسواق، مما أجبر الآلاف من سكان المدينة على المغادرة، وقد برز اسم 'عيسى أبو لولو' كأبرز عناصر الدعم السريع المتهمة بتصفية عشرات المدنيين.