اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تطور لافت يعكس بوادر تعافي تدريجي للحياة التجارية في العاصمة السودانية، شهدت عمارة الذهب الشهيرة بوسط الخرطوم افتتاح أول محل مجوهرات بعد أكثر من عامين من اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ويُعد هذا الافتتاح بمثابة خطوة جريئة في قلب منطقة شهدت دمارًا واسعًا ونزوحًا جماعيًا، حيث كانت عمارة الذهب – التي تعتبر المركز الرئيسي لتجارة الذهب والمجوهرات في السودان – مغلقة منذ اندلاع القتال في أبريل 2023.
رمزية اقتصادية ونفسية لافتتاح المحل
قال شهود عيان وتجار سابقون في المنطقة إن إعادة فتح المحل تحمل رسالة رمزية قوية مفادها أن الأسواق السودانية قادرة على التعافي رغم الظروف الأمنية والاقتصادية المعقدة.
وأشار أحد التجار ممن عادوا إلى العمل في العمارة إلى أن 'الخطوة رغم بساطتها تعني الكثير. فهي تمثل أملًا بأن عجلة الحياة يمكن أن تعود تدريجيًا، وإن كان ذلك في نطاق محدود'.
تحديات مستمرة في الخرطوم
ورغم هذا الافتتاح، لا تزال معظم أسواق وسط الخرطوم تعاني من شبه شلل تام، بسبب الوضع الأمني غير المستقر، وغياب الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، إلى جانب المخاوف من عمليات النهب والانفلات الأمني.
وأفادت مصادر محلية أن التاجر الذي أعاد فتح محل المجوهرات، اتخذ إجراءات أمنية مشددة، من بينها تأمين المحل بوسائل مراقبة حديثة، والعمل في ساعات محدودة وسط حراسة مشددة.
خبراء: خطوة شجاعة وقد تكون محفزة
يرى اقتصاديون أن عودة النشاط التجاري، ولو بشكل رمزي، إلى وسط الخرطوم يمثل بداية رمزية لتعافي الاقتصاد المحلي. وقال الخبير الاقتصادي حسن خليل: 'عودة أي نشاط تجاري إلى الخرطوم تعني أن هناك بوصلة للاستقرار، حتى وإن كانت في بداياتها، ويعني أيضًا وجود شريحة من المواطنين لا تزال تسعى للعيش والإنتاج رغم كل شيء'.
وأضاف: 'السوق هو المؤشر الحقيقي للحياة، وإذا بدأت عمارة الذهب في استقبال زبائن، فهذا يعني أن الناس بدأوا يستعيدون الثقة تدريجيًا، وهو ما يمكن أن يكون محفزًا لتجار آخرين'.