اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
بقلم : محمد عثمان الرضي
في خضم معركة الكرامة التي تستنفر فيها الدولة كل طاقاتها الإعلامية والسياسية والعسكرية، يبرز تلفزيون السودان كـ'الحلقة الأضعف'، بعدما عجز تماماً عن تقديم محتوى إعلامي يواكب تطورات المرحلة ويشد انتباه المشاهد السوداني، الذي وجد نفسه مضطراً للجوء إلى القنوات العالمية لمتابعة ما يجري في بلاده.
يفتقر التلفزيون القومي إلى خارطة برامجية واضحة، ويعاني من غياب الرؤية والابتكار، رغم الجهود المشكورة التي يبذلها العاملون فيه ضمن إمكانيات محدودة. إلا أن المرحلة الحالية تتطلب عقولاً جديدة تفكر خارج الصندوق، وتملك أدوات الحداثة والقدرة على تجديد صورة الشاشة التي باتت رتيبة ومملة، تعيد إنتاج القديم دون أي تطوير يُذكر.
الوزير خالد الإعيسر، وزير الثقافة والإعلام والسياحة، لا يملك السيطرة الفعلية على تلفزيون السودان، الذي يتبع له اسمياً فقط، بينما تتحكم في إدارته جهات أخرى تحدد برامجه وتختار كوادره وفق معايير لا تمت للمهنية بصلة.
ويحكي الكاتب عن واقعة لأحد الإعلاميين المعروفين بمهنيتهم، تم استبعاده من أحد البرامج بقرار من شخصية نافذة، فقط لأنه انتقدها في مقال صحفي. هكذا تُدار المؤسسة الإعلامية الرسمية، حيث 'المزاجية' هي الحاكمة.
ويرى الكاتب أن أي إصلاح حقيقي للتلفزيون لن يتم إلا بتغيير كامل للفريق العامل، واستبداله بوجوه جديدة تملك رؤية إبداعية ومواكبة، لأن الإعلام اليوم صناعة متطورة تتطلب عقولاً منفتحة، لا مكان فيها لمحدودي القدرات.
ويحمّل المقال نظام 'الشلليات' مسؤولية إقصاء الموهوبين، وتكريس النفوذ داخل المؤسسة، مما أدى إلى تراجع الأداء الإعلامي في وقت تحتاج فيه البلاد إلى إعلام قوي، مؤثر، وهادف، قادر على توعية الرأي العام وتقديم الحقيقة دون تزييف أو غموض.
ويختم الكاتب بدعوة صريحة لإعادة النظر في الخارطة البرامجية لتلفزيون السودان، بما يلامس واقع المواطن السوداني الذي أنهكته الحرب، ويستحق إعلاماً يعبر عنه لا يخذله.


























