اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور صحي خطير يشهده العراق منذ بداية عام 2025، أعلنت وزارة الصحة العراقية عن ارتفاع عدد الوفيات الناجمة عن الحمى النزفية إلى 30 حالة، من أصل 231 إصابة مؤكدة. ويأتي هذا التحذير وسط جهود مستمرة لاحتواء انتشار المرض الفيروسي الذي لا يتوفر له لقاح سواء للبشر أو للحيوانات.
فيروس بلا لقاح يضرب البلاد
تعد الحمى النزفية من الأمراض الفيروسية الفتاكة التي تنتقل إلى البشر عبر وسائل متعددة، أبرزها لدغات القراد أو ملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة، خاصة أثناء عمليات الذبح. وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذا المرض يتوافق مع سلسلة من الفيروسات القاتلة التي تفتك بجسم الإنسان بشكل سريع ومميت.
تحذيرات رسمية: الالتزام بإجراءات الوقاية
صرّح المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، أن 'المجموع التراكمي خلال العام 2025 بلغ 231 إصابة مؤكدة منها 30 وفاة'، مشيرًا إلى أن ست حالات وفاة سُجلت في العاصمة بغداد وحدها. وأكد على ضرورة احترام إجراءات النظافة العامة، لا سيما عند التعامل مع المواشي، لتقليل فرص انتقال المرض.
أعراض قاتلة تبدأ بسيطة وتنتهي بموت محقق
تبدأ أعراض الحمى النزفية عادةً بحمى شديدة وآلام عضلية وآلام في البطن، لكنها سرعان ما تتطور إلى أعراض أشد خطورة مثل نزف من العينين والأذنين والأنف، ثم فشل في وظائف الأعضاء قد يؤدي إلى الوفاة. وتقدر منظمة الصحة العالمية معدل الوفاة نتيجة الإصابة بهذه الحمى بين 10 إلى 40 بالمئة.
الفئات الأكثر عرضة للخطر
تُعد شريحة مربّي الماشية والعاملين في المسالخ والمجازر، من أكثر الفئات المعرضة للإصابة بالحمى النزفية. وقد شددت وزارة الصحة العراقية على ضرورة اتخاذ إجراءات وقائية صارمة، وعلى رأسها منع ظاهرة الرعي العشوائي والاهتمام بتعقيم المواشي والبيئة المحيطة بها.
خلل في الحملات الوقائية سببٌ في انتشار المرض
أشار مسؤول في منظمة الصحة العالمية إلى أن السبب الرئيس في تفشي الإصابات قد يعود إلى غياب حملات تعقيم الحيوانات في العراق خلال عامي 2020 و2021، نتيجة الإغلاق المرتبط بجائحة كوفيد-19. هذا الفراغ في الحملات الوقائية سمح بتنامي أعداد الحشرات الناقلة للمرض، وعلى رأسها القراد.
التزايد المستمر يُنذر بالخطر
وكان العراق قد أعلن في 12 يونيو الماضي تسجيل 19 وفاة من أصل 123 إصابة مؤكدة بالحمى النزفية منذ بداية العام. ويعني تسجيل 30 وفاة حتى منتصف يوليو أن وتيرة تفشي المرض في تصاعد مستمر، ما يفرض على السلطات الصحية اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية في أقرب وقت ممكن.
إسطنبول تواجه الخطر ذاته
ليست العراق وحدها في هذا التهديد، فقد سجلت تقارير صحية حديثة ازديادًا كبيرًا في عضّات القراد بمدينة إسطنبول التركية، ما يجعل منطقة الشرق الأوسط بأكملها أمام خطر وبائي قادم إن لم تُبادر الدول باتخاذ تدابير إقليمية مشتركة.
دعوة لتعاون دولي عاجل
وفي ظل غياب لقاح فعّال، لا يمكن للعراق أن يواجه هذا الوباء وحده. تحتاج البلاد إلى دعم دولي منظم، سواء في شكل مساعدات طبية أو فرق استجابة سريعة متخصصة، إلى جانب دعم برامج توعية شاملة لمربي الماشية والعاملين في قطاع اللحوم.