صحفي مقرب للجيش يكشف نية مفضل وقائد عسكري سيادي مغادرة مواقعهم هل يكون كباشي ام البرهان او العطا؟

أثار مقال للكاتب الصحفي يوسف عبدالمنان، المعروف بقربه من دوائر القوات المسلحة السودانية، جدلاً واسعاً بعد كشفه عن مؤشرات لتصدع محتمل داخل القيادة العسكرية العليا للبلاد، وسط استمرار الحرب التي دخلت عامها الثالث. وأشار عبدالمنان إلى أن اثنين من أبرز القادة العسكريين يعتزمان مغادرة مناصبهم قريباً، أحدهما الفريق أحمد إبراهيم مفضل، مدير جهاز الأمن، والثاني عضو في مجلس السيادة منتمى للجيش السوداني ، لم يُذكر اسمه صراحة، لكنه يُتوقع أن يغادر البلاد في رحلة نهائية إلى الخارج.

المقال الذي حمل عنوان “بورتسودان – الهمس والجهر عن تصدع القيادة الرباعية”، وصف مدينة بورتسودان بأنها أصبحت مركزاً لتداول الأحاديث السياسية في الظلام، حيث تتسرب الأخبار من المجالس المغلقة إلى الشارع، وسط حالة من الترقب الشعبي لما قد تحمله الأيام المقبلة من تغييرات في بنية السلطة العسكرية.

وبحسب ما ورد في المقال، فإن ما يُعرف بـ”القيادة الرباعية” التي تضم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الفريق شمس الدين كباشي، الفريق ياسر العطا، والفريق أحمد إبراهيم مفضل، تواجه تحديات داخلية قد تؤدي إلى تفككها، وهو ما اعتبره الكاتب تهديداً رمزياً ومعنوياً لمشروع الدولة الذي تصدى لتمرد قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

وأشار عبدالمنان إلى أن الفريق مفضل، الذي لعب دوراً محورياً في تحويل جهاز الأمن من مؤسسة استخباراتية إلى قوة قتالية ميدانية، بات يفكر في التنحي بعد سنوات من العمل الميداني المكثف، فيما يُتوقع أن يغادر العضو السيادي الآخر البلاد نهائياً، في خطوة قد تعكس تحولات داخلية في مراكز القرار العسكري.

كما ألمح الكاتب إلى أن هذه التحولات قد تفتح المجال أمام إعادة تشكيل القيادة العسكرية، أو إدماج قيادات جديدة من الحركات المسلحة، مثل مني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، ضمن هيكل السلطة، في حال قرر الرباعي العسكري التنحي الجماعي بعد تحقيق أهدافهم العسكرية، وعلى رأسها تحرير مناطق فوربرنقا، الطينة، وأم دخن.

ويأتي هذا الحديث في وقت تشهد فيه بورتسودان حالة من التوتر السياسي، وسط تصاعد التكهنات بشأن مستقبل السلطة المركزية، خاصة مع إعلان تحالفات موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، ومحاولات تشكيل حكومة بديلة في دارفور ونيالا.

ويُنظر إلى الفريق أحمد إبراهيم مفضل باعتباره أحد أبرز رموز المواجهة الأمنية مع قوات الدعم السريع، حيث لعب دوراً محورياً في تفكيك شبكات الجنجويد، ما جعله هدفاً مباشراً لقيادات التمرد، وعلى رأسهم عبد الرحيم دقلو، بحسب ما ورد في المقال.

وفي ختام مقاله، وجّه عبدالمنان رسالة غير مباشرة إلى الفريق البرهان، داعياً إياه إلى عدم الالتفات إلى “الطامعين في مواقع رجاله الصادقين”، في إشارة إلى محاولات اختراق المؤسسة العسكرية من قبل أطراف سياسية تسعى لإعادة تشكيل السلطة وفق مصالحها الخاصة.

وتأتي هذه التطورات في ظل تعقيدات سياسية وعسكرية متزايدة، وسط دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار واستئناف الحوار السياسي، في وقت لا تزال فيه البلاد تعاني من أزمة إنسانية غير مسبوقة، ونزوح داخلي تجاوز 12 مليون شخص.