على شكل شمعدان يهودي.. هل بنت إسرائيل مستوطنة في مصر بأموالها؟

متابعات- نبض السودان

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الماضية جدلاً واسعًا عقب تداول صور جوية لمشروع سياحي ضخم في شمال البلاد بدا على شكل 'شمعدان يهودي'، ما أثار موجة من التعليقات المتباينة بين مصدق ومشكك في صحة الصور. بعض المتابعين أكدوا أن اللقطات مأخوذة من موقع 'غوغل ماب'، فيما رأى آخرون أنها مجرد صور مقتطعة بطريقة معينة لتوحي بهذا الشكل.

تدخل إيدي كوهين وتصعيد الجدل

الجدل لم يقف عند حدود النشطاء المصريين، بل دخل على خط الأزمة الباحث الإسرائيلي المثير للجدل إيدي كوهين، الذي علّق على الصور قائلاً إنها 'ليست صدفة'. وهو ما اعتبره كثيرون محاولة لاستغلال الموقف وتحويله إلى قضية سياسية تحمل أبعادًا أكبر من مجرد تصميم معماري.

تعليق الخبراء المصريين

وفي حديثه لقناة RT، قال الدكتور محمد عبود، أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إن كوهين يتعمد دومًا الاصطياد في الماء العكر، واصفًا إياه بأنه أشبه بذبابة تقف على جرح مفتوح. وأكد أن الموضوع لا يتعدى كونه خطأ في التصميم أو مجرد مصادفة بصرية، إلا أن كوهين يسعى إلى تضخيم الأمر سياسيًا لخدمة أجندة إسرائيلية واضحة.

تكتيك كوهين في صناعة الجدل

وأوضح عبود أن هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها كوهين الظهور بمظهر الخبير العارف بخفايا الأمور. مشيرًا إلى أنه يتبع تكتيكًا متكررًا يتمثل في استغلال أي حادثة مثيرة للجدل، ثم توظيفها لترسيخ فكرة أن إسرائيل تقف خلف كل شيء في العالم العربي. وأضاف أن الهدف النهائي هو زعزعة ثقة العرب في أنفسهم، وإيهامهم بأنهم مراقبون ومحاصرون بشكل دائم.

الدور الخفي للوحدة 8200

أكد عبود أن كوهين ما هو إلا بوق دعائي ضمن منظومة أكبر يقودها جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلي، مشيرًا إلى الوحدة 8200 المعروفة عالميًا، والتي لا تقتصر مهامها على جمع المعلومات، بل تخصص جزءًا كبيرًا من جهودها لتوجيه الرأي العام العربي وتضخيم أي قضية خلافية. وأوضح أن هذه الوحدة تسعى دائمًا لزرع الشك والانقسام داخل المجتمعات العربية.

تفاصيل المشروع السياحي

المشروع المثير للجدل هو منتجع سياحي يقع في قلب محافظات الدلتا بشمال مصر. وبحسب الموقع الرسمي للمشروع، فإنه يبعد نحو 130 كيلومترًا عن الإسكندرية، و70 كيلومترًا عن كفر الشيخ، و87 كيلومترًا عن المنصورة، كما لا يبعد سوى 7 كيلومترات عن مدينة المنصورة الجديدة.

تغطية الإعلام الإسرائيلي

موقع 'kikar' الإخباري الإسرائيلي تناول القصة، مشيرًا إلى أن مواقع التواصل المصرية ضجت بالفعل عقب تداول الصور الجوية، حيث اعتقد البعض أنها تعود لمستوطنة إسرائيلية في قلب الدلتا. الموقع أوضح أن التعليقات كانت مليئة بالمخاوف والاتهامات، خاصة مع ظهور شكل الشمعدان اليهودي بوضوح.

نفي مصري وحقائق مؤكدة

في المقابل، كشفت صحيفة 'النهار' المصرية أن تلك الادعاءات مضللة تمامًا، مؤكدة أن ما ظهر في الصور هو 'منتجع مارينا دلتا لاجونز'، وهو مشروع معماري ضخم أطلقته مصر قرب المنصورة الجديدة وبلطيم بمحافظة كفر الشيخ. المشروع مملوك لشركة العقارات المصرية 'دلتا كابيتال' التي بدأت عملها منذ عام 2015.

هل التصميم مقصود أم مصادفة؟

الموقع العبري أشار إلى أن المنتجع صُمم بزخارف قريبة من هيئة الشمعدان اليهودي، واعتبر أن ذلك قد يكون مقصودًا، زاعمًا أن مسؤولين مصريين تحدثوا عن الهدف من وراء التصميم لتعزيز العلاقات الثقافية وجذب زوار من مختلف الجنسيات. كما ربط بين الشمعدان كرمز ديني وثقافي في اليهودية وبين مكانته كرمز وطني لإسرائيل.

المشروع بين الواقع والتأويلات

وبينما يراه البعض مجرد مشروع معماري فريد لا علاقة له بالرموز الدينية أو السياسية، يذهب آخرون إلى أن الشكل الهندسي فتح بابًا واسعًا للتأويلات. ومع ذلك، يبقى المنتجع مشروعًا سياحيًا مصريًا بالكامل، يندرج ضمن توجه الدولة نحو تطوير السواحل الشمالية وجذب الاستثمارات السياحية.