اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان'
نجت أوراق امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة لعام 2024 من كارثة محققة، بعد أن شب حريق جزئي في مباني مركز امتحانات السودان بمدينة عطبرة بولاية نهر النيل، يوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، دون أن تلحق بها أي أضرار.
الحريق الذي أثار حالة من القلق وسط أولياء الأمور والطلاب، لم يؤثر على الأوراق الامتحانية المحفوظة داخل المركز، وفقًا لتصريحات رسمية أدلى بها وكيل وزارة التربية والتعليم أحمد خليفة، عبر مقطع مصور بثّه على مواقع التواصل الاجتماعي ونقلته وكالة السودان للأنباء.
وكيل التربية: أوراق الامتحانات بخير
أوضح الخليفة أن أوراق الإجابات الخاصة بطلاب الدفعة المؤجلة محفوظة بأمان، وأن الحريق لم يصل إلى مواقع تخزينها داخل المركز، مؤكدًا أن جميع محتويات الكنترول سالمة ولم تتعرض لأي تلف.
وأشار إلى أن الحريق اندلع في وقت كان يوجّه فيه خطابًا إلى المعلمين المشاركين في عملية 'الكنترول' ضمن مرحلة 'الكود' التي بدأت بالتزامن مع الحادث. وطمأن أولياء الأمور قائلًا: 'حصيلة مجهود أبنائكم في أيدٍ أمينة'.
تمكنت فرق الإطفاء التابعة لشرطة ولاية نهر النيل من السيطرة على الحريق بصورة كاملة، في وقت قياسي، دون وقوع إصابات أو خسائر بشرية، بحسب ما أعلنته السلطات.
وأكد المسؤولون أن العمل في الكنترول استؤنف بصورة طبيعية بعد السيطرة على الحريق، دون أن يؤثر الحادث على مجريات التصحيح أو الإجراءات الإدارية المرتبطة بالشهادة.
امتحانات في مناطق الجيش فقط.. و200 ألف طالب خارج المعادلة
أنهى طلاب وطالبات الدفعة المؤجلة امتحانات الشهادة السودانية مطلع يوليو 2025، في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش فقط، بينما لم تشمل العملية المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، خاصة في دارفور وأجزاء من كردفان، ما تسبب في حرمان عشرات الآلاف من الطلاب من أداء الامتحانات.
وكان من المفترض أن تؤدى امتحانات الشهادة السودانية في يونيو 2023، لكن اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع أدى إلى تأجيلها، وسط ظروف أمنية وإنسانية صعبة.
وبحسب لجنة المعلمين السودانيين، وهي كيان نقابي معارض للانقلاب العسكري، فإن أكثر من 200 ألف طالب وطالبة لم يتمكنوا من الجلوس للامتحانات، بسبب غياب الممرات الآمنة وعدم إدراج مناطقهم ضمن خارطة مراكز الامتحانات المعتمدة.
رمزية الشهادة السودانية في زمن الحرب
تمثل الشهادة السودانية محطة محورية في حياة الأسر السودانية، إذ تُعدّ بوابة الانتقال من المرحلة الثانوية إلى الجامعة، وتحظى بأهمية اجتماعية كبيرة، ما جعل كثيرًا من العائلات تتحمل عناء النزوح أو السفر لمناطق آمنة من أجل ضمان جلوس أبنائهم للامتحانات.
ورغم التحديات التي فرضتها الحرب منذ اندلاعها في أبريل 2023، أجريت امتحانات الشهادة للمرة الأولى في ديسمبر 2024 في المناطق التي يسيطر عليها الجيش، بمشاركة ما يقرب من 150 ألف طالب وطالبة، وفق ما أعلنته الجهات الرسمية.
مستقبل غامض لطلاب دارفور وكردفان
لا تزال أزمة الطلاب الذين لم يتمكنوا من الجلوس للامتحانات تراوح مكانها، في ظل غياب خطة واضحة من السلطات المعنية لاحتوائهم. وتطالب منظمات حقوقية ولجان المعلمين بوضع حلول بديلة أو استثنائية تشمل إجراء امتحانات في وقت لاحق أو إنشاء مراكز خاصة في دول الجوار.
ويخشى مراقبون أن يؤدي تكرار استثناء مناطق بأكملها من العملية التعليمية إلى تفاقم الفجوة التعليمية في السودان، وترك جيل كامل خارج نطاق التعليم الجامعي.