اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
كشف طبيب القلب التداخلي الدكتور براديب جامناداس عن واحدة من أكثر الطرق العلمية فعالية للتخلص من الدهون الحشوية المعروفة بالكرش، مؤكدًا أن الصيام يمثل وسيلة فعّالة لحرق الدهون العميقة في البطن وتحسين الصحة العامة، بما في ذلك صحة القلب والأيض، وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
الصيام أسلوب علمي لمكافحة دهون البطن
أوضح الدكتور جامناداس في حديثه لصحيفة 'تايمز أوف إنديا' أن الدهون الحشوية، وهي تلك التي تتجمع حول الأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، تعد من أخطر أنواع الدهون، إذ ترتبط بشكل مباشر بأمراض القلب والسكتات الدماغية وداء السكري والكبد الدهني.
وأشار إلى أن الإفراط في تناول السكر يؤدي إلى رفع مستويات الأنسولين في الجسم، ما يعزز تخزين الدهون الحشوية بشكل كبير. فكلما زادت مستويات الأنسولين، زاد تراكم الدهون حول الأعضاء الداخلية، مما يشكل خطرًا خفيًا على صحة الإنسان.
العلاقة بين السكر والأنسولين والدهون الحشوية
وفي نقاش على مدونة Diary Of A CEO على منصة إنستغرام، أوضح الدكتور جامناداس أن تناول الأطعمة الغنية بالسكر يحفز البنكرياس على إفراز الأنسولين باستمرار، ما يؤدي إلى ارتفاع مزمن في مستويات الأنسولين. ومع مرور الوقت، يصبح الجسم مقاومًا للأنسولين، فيضطر لإنتاج كميات أكبر لإدارة مستوى السكر في الدم.
وأضاف أن هذه الحالة تخلق بيئة أيضية مثالية لتخزين الدهون في الكبد والبطن، فتتحول الفائض من الغلوكوز إلى دهون حشوية ضارة، بخلاف الدهون تحت الجلد التي تعتبر أقل خطورة. هذه الدهون تلتف حول الأعضاء وتسبب التهابات مزمنة، ما يجعلها من أبرز العوامل المسببة لأمراض القلب والأوعية الدموية.
الصيام المتقطع أفضل من تقييد السعرات
وفي دراسة نُشرت عبر المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، تمت مقارنة الصيام المتقطع مع تقييد السعرات الحرارية. وأظهرت النتائج أن الصيام المتقطع أدى إلى انخفاض بنسبة 33% في الدهون الحشوية، مقارنة بانخفاض بنسبة 14% فقط في المجموعة التي التزمت بتقليل السعرات الحرارية.
وأكدت الدراسة أن الصيام المتقطع لا يعتمد على تقليل الطاقة المستهلكة فحسب، بل يغير جذريًا الطريقة التي يستخدم بها الجسم الطاقة، مما يجعله أكثر فعالية في حرق الدهون الحشوية دون التأثير السلبي على الكتلة العضلية.
مخاطر ارتفاع الأنسولين المزمن
وحذّر الدكتور جامناداس من أن بقاء مستويات الأنسولين مرتفعة لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى اضطراب الأيض حتى عند الأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع في سكر الدم. وقال: 'أي هرمون يبقى مرتفعًا لفترة طويلة يجعل الجسم يفقد حساسيته تجاهه'، مشيرًا إلى أن هذه الحالة تجبر الجسم على تحويل الغلوكوز الزائد إلى دهون حشوية تتراكم حول الكبد والبنكرياس.
وأضاف أن هذا الاضطراب يؤدي إلى إبطاء عملية الأيض وزيادة الالتهابات، ما يجعل التخلص من الدهون أمرًا أكثر صعوبة بمرور الوقت، حتى لدى الأشخاص ذوي الوزن الطبيعي.
كيف يحفز الصيام حرق الدهون الحشوية؟
يوضح الدكتور جامناداس أن الصيام يُخفض من مستويات الأنسولين في الجسم، ما يتيح له الوصول إلى الدهون المخزنة كمصدر للطاقة. فعند التوقف عن الأكل لفترة، يستخدم الجسم الغلوكوز المخزن في العضلات والكبد أولًا، ثم يبدأ بعد حوالي 12 ساعة في استهلاك الدهون الحشوية للحصول على الطاقة.
وهنا تكمن فعالية الصيام في استهداف الدهون الضارة التي تلتف حول الأعضاء الحيوية، دون أن يؤثر سلبًا على العضلات، بخلاف الأنظمة الغذائية التي تقلل السعرات فقط وتبطئ عملية الأيض.
الصيام يحسن الصحة الأيضية ويقلل الالتهاب
وأشار الطبيب إلى أن الصيام لا يساعد فقط في حرق الدهون الحشوية، بل يساهم أيضًا في تحسين حساسية الأنسولين وتقليل الالتهابات، مما ينعكس إيجابًا على صحة القلب والكبد والأوعية الدموية. كما يقل محيط الخصر تدريجيًا بفضل انخفاض تراكم الدهون في البطن، وهو ما يعتبر علامة على تحسن الصحة الأيضية.
الجمع بين الصيام ونظام غذائي متوازن
ويؤكد الدكتور جامناداس أن أفضل النتائج تتحقق عندما يُدمج الصيام مع نظام غذائي متوازن قليل السكريات وغني بالبروتين والألياف، مما يعزز كفاءة الجسم في حرق الدهون ويمنع عودة الكرش مرة أخرى. كما ينصح بممارسة النشاط البدني المنتظم لدعم عمليات الأيض والحفاظ على كتلة عضلية صحية.
الصيام طريقك نحو جسم صحي ومناعة قوية
ويرى الطبيب أن الصيام، إذا تم بطريقة علمية ومنظمة، يمكن أن يكون أداة فعالة في الوقاية من أمراض القلب والسكري والكبد الدهني، وتحقيق تحولات ملحوظة في صحة الجسم خلال فترة قصيرة. فالصيام ليس فقط وسيلة لإنقاص الوزن، بل استراتيجية متكاملة لتحسين الصحة العامة وتعزيز الحيوية.