اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصعيداً غير مسبوق في علاقات بلاده التجارية مع الاتحاد الأوروبي، حيث كشف عن نية إدارته فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على واردات السلع الأوروبية بدءاً من الأول من أغسطس المقبل، مبرراً قراره بالعجز التجاري الذي اعتبره تهديداً مباشراً للاقتصاد الأميركي وللأمن القومي.
وفي رسالة عبر منصته 'تروث سوشيال'، شدد ترامب على أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما رد الاتحاد الأوروبي بالمثل، متوعداً بمضاعفة الرسوم بنفس النسبة التي يفرضها الأوروبيون، قائلاً: 'الاتحاد الأوروبي لا يجب أن يفرض أي رسوم جمركية على البضائع الأميركية'.
المكسيك على خط المواجهة… ورسوم مرتقبة في أغسطس
وفي سياق موازٍ، هدّد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك بنسبة 30%، موضحاً أن هذه الخطوة تأتي رداً على 'دورها في تسهيل تدفق المخدرات إلى الولايات المتحدة'، بالإضافة إلى 'الخلل التجاري' في العلاقات الثنائية.
وأكد الرئيس الأميركي أن هذه الرسوم ستدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس، ما يضع الشركاء التجاريين الرئيسيين لواشنطن في موقف حرج قبل أسابيع من موعد تنفيذ القرار.
الاتحاد الأوروبي يرد: سندافع عن مصالحنا
ردّت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، سريعاً على تهديدات ترامب ، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي لن يقف مكتوف الأيدي. وقالت في بيان رسمي إن الاتحاد مستعد 'لاتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مصالحه'، مشيرة إلى أن بروكسل لا تزال منفتحة على التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق قبل الأول من أغسطس.
وأضافت فون دير لاين: 'الاتحاد الأوروبي من أكثر الاقتصادات انفتاحاً في العالم، وملتزم بالممارسات التجارية العادلة'. وهددت باتخاذ 'تدابير مضادة متناسبة' إذا ما مضت واشنطن في فرض الرسوم.
بوادر تراجع أوروبي عن ضرائب التكنولوجيا
في خضم التصعيد، كشفت وثيقة نشرتها مجلة 'بوليتيكو' أن المفوضية الأوروبية تعتزم التراجع عن خطط فرض ضريبة رقمية على شركات التكنولوجيا الكبرى مثل 'أبل' و'ميتا'، وهو ما اعتبره مراقبون انتصاراً لترامب وتكتيكاً أوروبياً لتهدئة التوترات والحفاظ على قنوات التفاوض مع واشنطن.
وكان الاتحاد الأوروبي قد طرح فكرة فرض هذه الضريبة في مايو الماضي، ضمن خطة لسداد ديونه، وناقشها المفوضون الأوروبيون الـ27 كجزء من ميزانية الاتحاد.
مفاوضات على المحك
في ضوء هذا التصعيد، يبدو أن المفاوضات التجارية بين الطرفين تمر بمنعطف حاسم. فقد أعلن كبار المفاوضين التجاريين من الجانبين أن المحادثات تسير 'في الاتجاه الصحيح'، في وقت دخلت فيه رسوم جديدة على واردات الصلب والألمنيوم الأميركية حيّز التنفيذ، مع تلويح ترامب برفعها إلى 50% إذا لم تحقّق أوروبا التنازلات المطلوبة.
وذكرت مصادر أوروبية أن المفوضية تأمل في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية المهلة المحددة، لكن في حال الفشل، فإن الرد الأوروبي سيشمل فرض رسوم انتقامية على مئات السلع الأميركية، من بينها لحوم البقر، وقطع غيار السيارات، وطائرات 'بوينغ'.
تهديدات ترامب تشمل منتجات أوروبية رئيسية
وهدد ترامب صراحة بأن الرسوم قد تشمل كل شيء من الجبن الفرنسي إلى المنتجات الجلدية الإيطالية والإلكترونيات الألمانية والأدوية الإسبانية، مما قد يؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار هذه المنتجات داخل السوق الأميركية.
موقف وزارة الخزانة الأميركية
قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إن الاتحاد الأوروبي كان 'بطيئاً جداً' في الاستجابة لدعوات واشنطن للتفاوض، لكنه أشار إلى 'تقدم جيد جداً' في المحادثات الحالية، ما يعكس وجود نافذة محتملة للتفاهم قبل اشتعال الحرب التجارية بشكل كامل.
التجارة الأميركية الأوروبية: أرقام ضخمة وشراكة حيوية
وصفت المفوضية الأوروبية العلاقة التجارية مع واشنطن بأنها 'الأهم في العالم'، إذ بلغت قيمة التجارة الثنائية في السلع والخدمات 1.7 تريليون يورو (نحو تريليوني دولار) في عام 2024، أي ما يعادل 4.6 مليار يورو يومياً، وفقاً لبيانات 'يوروستات'.
وتشمل أهم صادرات الولايات المتحدة إلى أوروبا النفط الخام، والأدوية، والطائرات، والمعدات الطبية، فيما تصدّر أوروبا إلى أميركا الأدوية، والسيارات، والطائرات، والمواد الكيميائية.
عجز تجاري أميركي… وفائض في الخدمات
يشتكي ترامب من فائض الاتحاد الأوروبي في الميزان التجاري السلعي، الذي بلغ 198 مليار يورو، لكن تقارير أشارت إلى أن الشركات الأميركية تعوّض ذلك من خلال فائض كبير في تجارة الخدمات، كالحوسبة السحابية، والسفر، والخدمات القانونية والمالية، مما يقلص العجز الأميركي إلى 50 مليار يورو، وهو أقل من 3% من إجمالي التبادل التجاري.
مرحلة حاسمة قبل الأول من أغسطس
مع اقتراب الموعد النهائي لتنفيذ الرسوم الجمركية الأميركية، تقف العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على المحك. ما إذا كان الطرفان سيتمكنان من تفادي الانفجار الاقتصادي الوشيك أم لا، ستحدده الأسابيع القليلة القادمة