اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
مع إعلان مسؤول أميركي لقناتي العربية والحدث أن عملية وصول القوات الأميركية إلى محيط قطاع غزة ستكتمل صباح غد الأحد، تصاعدت التساؤلات بشأن أماكن تمركز تلك القوات ومهامها الدقيقة في مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس. المسؤول الأميركي شدد على أن القوات لن تدخل إلى داخل القطاع الفلسطيني، بينما كشفت مصادر إسرائيلية تفاصيل جديدة حول تموضعها وطبيعة دورها الميداني.
قاعدة 'هاتسور' مركز التحرك الأميركي
مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أكد أن القوات الأميركية ستتمركز في قاعدة 'هاتسور' الجوية القريبة من مدينة أشدود في جنوب إسرائيل، موضحًا أن مهمتها الأساسية ستكون مراقبة وقف إطلاق النار في غزة. هذه القاعدة التي تعد من أهم المنشآت العسكرية الإسرائيلية ستتحول وفق التقارير إلى مركز قيادة واتصال رئيسي للبعثة الأميركية والدولية المكلفة بمتابعة تنفيذ بنود الاتفاق الجديد بين الجانبين.
200 جندي أميركي في مهمة المراقبة
وفي وقت سابق أوضح مسؤول أميركي أن 200 جندي سيصلون إلى محيط غزة دون الدخول إلى القطاع نفسه، مؤكدًا أن هذه القوة ستكون جزءًا من بعثة استقرار دولية تعمل على مراقبة الالتزام بوقف إطلاق النار وضمان تطبيق الترتيبات الأمنية. وأشار إلى أن عمل القوات سيتركز على إنشاء مركز تنسيق مدني عسكري تكون مهمته تنظيم المساعدات الإنسانية وتوفير الدعم الأمني واللوجستي لمناطق التهدئة.
مركز تنسيق دولي مشترك
المسؤول الأميركي أوضح أيضًا أن هذا المركز سيضم ممثلين من الدول المشاركة في قوة الاستقرار الدولية، إلى جانب منظمات غير حكومية عاملة في الميدان وأخرى ستنضم لاحقًا، مشيرًا إلى أن الهدف هو تعزيز التنسيق بين الجهود العسكرية والإنسانية لتسهيل إيصال المساعدات إلى المدنيين في قطاع غزة، وضمان بيئة آمنة لعودة الحياة الطبيعية تدريجيًا.
مراقبة وقف إطلاق النار ونزع السلاح
كما شدد المصدر الأميركي على أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار يتطلب نزع سلاح حركة حماس، وأن الأطراف الدولية المشاركة ستعمل على التأكد من التزام جميع الفصائل ببنود الاتفاق. وأكد أن المركز المشترك سيساهم في مراقبة أي خروقات محتملة ورفع تقارير فورية إلى الأطراف الراعية للاتفاق، بما في ذلك الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا.
دعم دولي واسع للبعثة
وكان مسؤولون أميركيون كبار قد أعلنوا الخميس أن الفريق المكون من 200 عسكري أميركي سيشارك في الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار، مشيرين إلى انضمام ضباط مصريين وقطريين وأتراك إلى المجموعة نفسها، في خطوة تعكس اتساع نطاق التعاون الدولي لضمان استقرار الوضع في غزة بعد عامين من الحرب المدمرة.
واشنطن تؤكد على الانتقال السريع للحكم المدني
المسؤول الأميركي أوضح أن أحد الأهداف الأساسية للمركز الجديد هو المساعدة في الانتقال نحو إدارة مدنية في غزة بأسرع وقت ممكن، بعد سنوات من السيطرة العسكرية والصراع الداخلي. وأشار إلى أن هذا الانتقال يتطلب تنسيقًا وثيقًا بين الأطراف السياسية والأمنية لتفادي انهيار الوضع الأمني مجددًا، مؤكداً أن واشنطن تعمل مع شركائها لضمان أن تكون هذه المرحلة بداية لإنهاء دوامة العنف.
اتفاق برعاية دولية متعددة
الاتفاق الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مساء الأربعاء جاء ثمرة مفاوضات غير مباشرة استمرت عدة أيام في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة وتركيا. هذا الاتفاق تضمن المرحلة الأولى من خطة شاملة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وفتح المجال أمام هدنة طويلة الأمد تتيح إعادة الإعمار وعودة النازحين إلى مناطقهم.
بدء تنفيذ الاتفاق وعودة النازحين
وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ ظهر الجمعة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من بعض المناطق داخل قطاع غزة، ما سمح بعودة آلاف النازحين من الجنوب نحو الشمال. مشاهد التدفق البشري أعادت الأمل إلى آلاف العائلات التي كانت تعيش تحت الحصار والقصف اليومي، فيما تسعى المنظمات الإنسانية إلى تقييم الأوضاع وتقديم الإغاثة العاجلة للمتضررين.
مهمة حساسة في منطقة مشتعلة
وجود القوات الأميركية قرب حدود غزة يحمل دلالات استراتيجية عميقة، إذ يمثل اختبارًا جديدًا لقدرة واشنطن على إدارة الأزمات في الشرق الأوسط من دون الانخراط العسكري المباشر، كما يعكس رغبة المجتمع الدولي في مراقبة تطبيق الاتفاق بدقة لتجنب انهياره مجددًا. التمركز في قاعدة هاتسور يضع القوات الأميركية على مقربة من بؤرة الصراع، لكن دون أن تكون جزءًا مباشرًا منه، ما يجعل مهمتها حساسة ومتوازنة بين الردع والمراقبة.