اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنت وسائل الإعلام الإسرائيلية هجومًا لاذعًا ضد مؤسسة الأزهر الشريف في مصر وشيخ الجامع الأزهر الإمام أحمد الطيب، بسبب مواقفهم الرافضة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
صحيفة معاريف تطالب بـ'قطع رأس الأفعى'
وفي تقرير مثير للجدل نشرته صحيفة 'معاريف' العبرية، وصفت الصحيفة الأزهر الشريف بأنه 'رأس الأفعى' في مصر، داعية إلى 'قطع هذه الرأس'، على حد تعبيرها، في تحريض مباشر ضد واحدة من أعرق المؤسسات الإسلامية في العالم.
ضابط مخابرات: الأزهر بوق العداء لإسرائيل
أجرت الصحيفة مقابلة مع إيلي ديكل، مقدم احتياط سابق في المخابرات الإسرائيلية وخبير في الشؤون المصرية، حيث هاجم فيها الأزهر الشريف واعتبره 'بوق العداء لإسرائيل من داخل مصر'، مضيفًا أن الأزهر هو المؤسسة الأكثر تأثيرًا في تشكيل الرأي الديني في العالم السني.
ديكل: الأزهر مرجعية قوية
وأوضح ديكل أن الأزهر يدير أكثر من 1000 معهد ديني داخل مصر، وهو مؤسسة دينية قوية وقديمة يعود تاريخها لأكثر من ألف عام، مؤكدًا أن الأزهر يمثل المرجع الشرعي الأكبر في الإسلام السني.
وأشار ديكل إلى أن الإمام أحمد الطيب لم يُدن ما حدث في 7 أكتوبر 2023، حين شنت حركة حماس هجومًا على إسرائيل، موضحًا أن الأزهر أصدر حينها فتوى دينية تبرر الهجوم باعتباره مقاومة لتحرير الأراضي الإسلامية المحتلة.
علاقة السيسي بالأزهر تحت المجهر الإسرائيلي
سلّط ديكل الضوء على علاقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالأزهر، مشيرًا إلى أن السيسي 'احتضن المؤسسة' منذ توليه الحكم، وجعلها تمثل الصوت الرسمي للإسلام السني في مصر، ولم يُعارض أو يندد بمواقفها تجاه إسرائيل.
حذف بيان الأزهر يثير الجدل
وكان الأزهر الشريف قد أصدر بيانًا شديد اللهجة ضد الاحتلال الإسرائيلي، اتهم فيه تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، إضافة إلى اتباع سياسة التجويع، لكن البيان جرى حذفه لاحقًا، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كان ذلك قد حدث نتيجة ضغوط داخلية أو خارجية.
معاريف: القاهرة تراجعت بعد اتصال خارجي
وفقًا لما ذكرته 'معاريف'، فإن حذف البيان يعكس أمرًا من اثنين: إما أن الدولة المصرية أرادت التظاهر بمعارضتها لموقف الأزهر أمام المجتمع الدولي، أو أنها بالفعل أيدت البيان ثم تلقت ضغوطًا من الولايات المتحدة أو إسرائيل تطالبها بحذفه، خاصة إذا كانت مصر تسعى للاستمرار في لعب دور الوسيط بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
الأزهر.. هدف مباشر للحرب النفسية
تصريحات الصحيفة العبرية وتحليلات ديكل تكشف بوضوح أن الأزهر أصبح هدفًا مباشرًا في حرب نفسية وإعلامية إسرائيلية، تسعى لتقويض شرعيته وتحجيم دوره بسبب مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.
إسرائيل تعتبر الأزهر عقبة أمام التطبيع الثقافي والديني
ويبدو أن مواقف الأزهر المتكررة والمناهضة للاحتلال تقف حجر عثرة أمام المساعي الإسرائيلية لتوسيع دائرة التطبيع، ليس فقط سياسيًا، بل أيضًا ثقافيًا ودينيًا، حيث يواصل الأزهر تأكيده على الحق الفلسطيني ورفضه لأي شكل من أشكال التهوين من جرائم الاحتلال.
معاريف: لو أرادت الدولة المصرية معاقبة الأزهر لفعلت
اختتمت الصحيفة العبرية تقريرها بالقول إن الدولة المصرية تمتلك السلطة الكاملة لإغلاق إذاعات الأزهر أو تجفيف مصادر تمويله إذا رغبت، لكنها لم تفعل، ما يعني أن هناك توازنًا دقيقًا في المواقف بين الأزهر والدولة المصرية.