قرار مفاجئ من الداخلية.. الخرطوم تطرد الأجانب فورًا

متابعات- نبض السودان

في خطوة أمنية حاسمة، أصدر وزير الداخلية السوداني، الفريق شرطة خليل باشا سايرين، توجيهات صارمة للجهات المختصة، تقضي بالشروع الفوري في ترحيل كافة الأجانب واللاجئين غير المقننين من ولاية الخرطوم، وذلك إما إلى بلدانهم الأصلية أو إلى المعسكرات التي أُقترحت مسبقًا كمرحلة أولى قبل عمليات الترحيل.

التزام بالقوانين والاتفاقيات الدولية

وأكد وزير الداخلية، خلال لقائه اليوم الاثنين مع الصادق سليمان يعقوب، مساعد معتمد اللاجئين لولايتي الخرطوم والشمالية، على ضرورة احترام القوانين السودانية والاتفاقيات الدولية المنظمة للوجود الأجنبي واللاجئين، مشددًا على أن الدولة ستظل ملتزمة بكل ما نصت عليه هذه الاتفاقيات في التعامل مع اللاجئين النظاميين.

وأوضح الوزير أن القانون السوداني يمنح السلطات الحق في إبعاد أي لاجئ أو أجنبي تثبت مشاركته في القتال إلى جانب المليشيات المتمردة، وذلك بترحيله فورًا إلى بلده الأصلي دون تهاون، وهو ما يعكس اتجاه الحكومة نحو فرض سيادة القانون وحماية الأمن القومي من أي تهديدات داخلية.

دعوات للدعم الدولي في عمليات الترحيل

ودعا خليل باشا سايرين، كل من منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إلى الاضطلاع بدورها الكامل في دعم عمليات ترحيل اللاجئين، من خلال تقديم المساعدات الضرورية لهم داخل المعسكرات، وتوفير الدعم الإنساني المطلوب بما ينسجم مع المعايير الإنسانية الدولية.

إنشاء نقطة تجميع ومعسكر خاص بجنوب السودان

من جانبه، أكد الصادق سليمان يعقوب أن وزير الداخلية تلقى تنويرًا شاملًا حول تنفيذ القرارات المتعلقة بتوفيق أوضاع اللاجئين في الخرطوم، وعلى رأسها قرار إنشاء نقطة تجميع ومعسكر خاص بلاجئي دولة جنوب السودان، على أن يتم فيه استيعاب هؤلاء اللاجئين مؤقتًا حتى تسوية أوضاعهم القانونية النهائية.

وأشار يعقوب إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية تنظيم الوجود الأجنبي داخل العاصمة، بما يعزز من ضبط حركة الأجانب وحصر أماكن تواجدهم في مناطق خاضعة للرقابة، تمهيدًا لعمليات الترحيل المنظم.

ترحيل لاجئي دول الجوار إلى كسلا والقضارف

وكشف مساعد معتمد اللاجئين أن هناك خطة لترحيل اللاجئين المنتمين لدول الجوار، خاصة من إثيوبيا وإريتريا وتشاد، إلى ولايتي كسلا والقضارف، حيث تم تجهيز مواقع مخصصة لهم ضمن المعسكرات الرسمية التابعة للمفوضية، وذلك لضمان عدم بقاء أي لاجئ غير مقنن داخل الخرطوم.

الترتيبات المالية جاهزة لتنفيذ الترحيل

وأوضح يعقوب أن الترتيبات الخاصة بتنفيذ عمليات الترحيل أصبحت جاهزة بعد استلام الميزانية المخصصة لذلك، مشيرًا إلى أن الترحيل سيتم وفقًا للمادة (8) من قانون اللجوء السوداني، التي تنص على تنظيم وترتيب وجود اللاجئين داخل البلاد وضبط انتقالاتهم بين الولايات.

هدف الحكومة: الخرطوم خالية من الوجود غير القانوني

وأكد الصادق سليمان أن الهدف النهائي من هذه الإجراءات يتمثل في جعل الخرطوم عاصمة حضارية خالية تمامًا من الوجود الأجنبي غير المقنن، بما يضمن تحقيق الاستقرار الأمني والاجتماعي، ويحمي العاصمة من التأثيرات السلبية التي قد تنجم عن تدفق اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين.

وشدد على أن كل الجهات المعنية ستسهم في هذا الجهد المشترك، بما فيها الأجهزة الأمنية، ومعتمدية اللاجئين، ومنظمات المجتمع الدولي، لضمان تنفيذ القرارات بكفاءة وسرعة، دون الإخلال بالحقوق الإنسانية أو التعارض مع المواثيق الدولية.