اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٦ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في واقعة خطيرة وغير مسبوقة، كشفت إدارة مستشفى الدويم التعليمي بولاية النيل الأبيض عن ضبط كمية من المخدرات المعروفة بـ'قناديل البنقو' عند بوابة المستشفى بواسطة الشرطة، ما أدى إلى تحرك واسع النطاق من الجهات الأمنية وصدور قرارات حاسمة بشأن التشكيلات الأمنية العاملة داخل المستشفى.
إنجاز أمني يُشيد به الجميع
أعرب بيان رسمي صادر عن إدارة المستشفى عن بالغ الشكر والتقدير للجنة أمن محلية الدويم ومدير الشرطة المحلية ومدير تيم مكافحة المخدرات، بجانب جميع أفراد الفريق الأمني والخلية الأمنية المشتركة العاملة داخل المستشفى، وذلك على الجهد الكبير واليقظة التامة التي أدت إلى هذا الإنجاز الأمني اللافت.
وأكد البيان أن إدارة المستشفى، وبتنسيق تام مع الأجهزة الأمنية المختصة بكافة تشكيلاتها، اتخذت قرارات هامة من بينها دعم وتوسيع القوة الأمنية المشتركة داخل حرم المستشفى، وذلك في إطار تعزيز الرقابة والسيطرة الأمنية على المنطقة.
دعم لوجستي وأوامر صارمة
وأشار البيان إلى أن إدارة المستشفى خصصت خمسة مكاتب للقوة الأمنية المشتركة، وتكفلت بكامل المعينات الإدارية واللوجستية لضمان جاهزية هذه القوة في تنفيذ مهامها اليومية ومكافحة كافة أشكال الجريمة داخل محيط المستشفى.
تشكيل أمني واسع النطاق
كشف البيان أن الخلية الأمنية المشتركة العاملة داخل مستشفى الدويم تتألف من تشكيلات أمنية متعددة تشمل: تيم الاستخبارات، تيم الأمن، الشرطة العسكرية، الشرطة الأمنية، المباحث الجنائية، شرطة حراسة المنشآت، شرطة حماية الكوادر الطبية، الشرطة المجتمعية، إلى جانب قوات العمل الخاص، وهو ما يمثل منظومة أمنية متكاملة تسعى لضبط الأمن داخل المستشفى وحمايته من التعديات والتجاوزات.
قرارات تنظيمية بشأن المستشفى
ومن بين القرارات الصادرة أيضًا، تفعيل الأوامر المحلية التي تمنع التجمعات العشوائية داخل المستشفى، حيث نص القرار على السماح لعدد لا يتجاوز سيدتين من 'ستات الشاي' بالتواجد في محيط المستشفى، شريطة أن تكون لديهما عقودات رسمية موقعة مع وزارة الصحة، وذلك لخدمة المرضى والكادر الطبي فقط.
كما تم إصدار تعليمات حازمة بمنع مبيت العربات و'الركشات' داخل المستشفى، واقتصار دورها على نقل المرضى فقط من وإلى المستشفى، على أن تغادر فورًا بعد أداء مهمتها، وذلك للحد من الفوضى وتنظيم الحركة داخل المستشفى.
الهجوم على من 'يصطادون في الماء العكر'
ولم يخلُ بيان المستشفى من لهجة هجومية تجاه بعض الأطراف، حيث انتقد بشدة من وصفهم بـ'أصحاب الأجندة الخاصة' و'الصيادين في الماء العكر'، في إشارة إلى بعض الأصوات التي انتقدت الأوضاع داخل المستشفى مؤخراً.
ووجه البيان رسالة حاسمة إلى من يحاولون تشويه الصورة العامة للمستشفى والطاقم الإداري والأمني داخله، قائلاً إنهم 'يشترون ألسنة وأقلام بعض ضعاف النفوس'، في إشارة مباشرة إلى صاحب الفيديو الرائج، وأضاف البيان: 'نقول لهم لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، والمحرش ما بكاتل'.
مستشفى الدويم.. في مرمى العاصفة
تأتي هذه التطورات في وقت حساس تعيش فيه البلاد أوضاعًا أمنية غير مستقرة، بينما تواجه المؤسسات الصحية تحديات متزايدة تتعلق بالأمن الداخلي وانتشار الجريمة، ما يضع مسؤولية جسيمة على عاتق إدارات هذه المؤسسات في فرض الانضباط ورفع درجة التأهب الأمني.
ويبقى السؤال المطروح الآن: هل تنجح هذه الإجراءات في إعادة الاستقرار الكامل لمستشفى الدويم ومنع تحوله إلى بؤرة للفوضى؟ أم أن الصراع بين الأجهزة الإدارية والخصوم سيستمر في التأجج خلال المرحلة المقبلة