اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
فجّرت الخسارة القاسية التي تلقاها نادي المريخ السوداني في الجولة الأخيرة من مسابقة الدوري الممتاز حالة من الغضب العارم داخل النادي وجماهيره، وأسفرت عن تقديم استقالة عضو مجلس الإدارة منير نبيل، الذي أقرّ بوجود أخطاء جسيمة على مستوى الإدارة أدت إلى الانهيار الفني للفريق.
غضب جماهيري وانسحاب يزيد الأزمة اشتعالًا
زاد انسحاب المريخ من نهائي كأس السودان أمام غريمه الهلال من احتقان المشهد الرياضي، ما عمّق من حدة الضغوط المتصاعدة على مجلس الإدارة، الذي بات مهددًا بانفراط عقده.
وتشير التسريبات إلى أن استقالات جديدة ستُقدَّم خلال الساعات المقبلة، وعلى رأسها استقالة مرتقبة من مرتضى الشيخ، في وقت تتزايد فيه المطالب بتنحية رموز الإدارة الحالية وتحميلها مسؤولية الانحدار المتسارع لمستوى الفريق.
علي جعفر يستعد للرحيل في صمت
أكدت مصادر مطلعة أن علي جعفر، مدير الكرة الحالي بنادي المريخ، يستعد لتقديم استقالته بشكل رسمي، حيث ينتظر فقط انتهاء ترتيبات مغادرة اللاعبين الأجانب من مطار بورتسودان. ويتجه جعفر عقبها إلى العاصمة المصرية القاهرة للالتحاق بأسرته المقيمة هناك، بحسب 'winwin'.
علي جعفر، الذي تولى مهام منصبه منذ بضعة أشهر فقط، فضّل المغادرة في خطوة وُصفت بالاستباقية لتفادي الإقالة، خاصة بعد أن اصطدم بواقع إداري غير مؤهل، وبيئة عمل وصفها بالمحبطة، أعاقت أداءه اليومي ومنعته من تنفيذ رؤيته الفنية.
سباق البحث عن بديل.. والترشيحات تنحصر في ثلاثة أسماء
في ضوء الاستقالة الوشيكة لعلي جعفر، بدأت إدارة نادي المريخ فورًا في التحرك للبحث عن بديل مناسب لتولي مهام مدير الكرة، وانحصرت قائمة المرشحين في ثلاثة من نجوم الفريق السابقين، هم منتصر الزاكي الشهير بـ'زيكو'، ويوسف الصيني، ونور الدين عنتر معروف.
وتأتي هذه الترتيبات في ظل موسم شهد تغييرات متلاحقة في الجهاز الفني، حيث لم يستقر النادي على إدارة فنية واحدة طوال الموسم، ما ساهم في تفاقم التراجع على المستويين الفني والإداري.
المنصب في مهبّ التغييرات المتكررة
منصب مدير الكرة بنادي المريخ بات من أكثر المناصب اضطرابًا خلال الموسم الكروي الجاري، إذ شهد تبديلات متكررة تعكس الفوضى الإدارية العميقة التي يعاني منها النادي، والتي ساهمت في فقدان الثقة داخل الغرف الفنية، وعززت الشعور بعدم الاستقرار وسط اللاعبين.
صراعات داخل مجلس الإدارة تضرب الفريق من الداخل
في موازاة ذلك، تتفاقم الصراعات داخل مجلس إدارة نادي المريخ، خاصة بين رئيس النادي عمر النمير وبعض الأعضاء المعارضين لاستمرار المدير الرياضي نادر خليل. ففي الوقت الذي يتمسك فيه النمير بالإبقاء على المدير الرياضي المصري في منصبه، يرفض آخرون هذا التوجه، ويؤكدون أن خليل لم يُمنَح الأدوات المطلوبة لإنجاح مشروعه، كما يُحمِّلونه مسؤولية فشل التعاقدات الفنية وتراجع النتائج بسبب تجاوزه لصلاحياته.
وقد اتهم معارضو بقاء نادر خليل رئيس النادي عمر النمير بالتفرد في اتخاذ قرارات محورية تخص الجهاز الفني دون الرجوع لمجلس الإدارة، لا سيما في التعاقد مع المدربين، وهو ما تسبب بفشل المشروع الفني وخسارة ثقة الجماهير.
انهيار تاريخي للزعيم السوداني
المريخ السوداني يمرّ بواحدة من أسوأ فتراته التاريخية، حيث خسر خلال 96 ساعة فقط بطولتي الدوري والكأس أمام الغريم التقليدي الهلال، في خسارة وصفها المراقبون بأنها ضربة مزدوجة لأحلام الجماهير. كما خرج الفريق مبكرًا من دوري أبطال أفريقيا، وأنهى مشاركته بالدوري الموريتاني في المركز السادس، في تجربة خارجية لم تحقق أي مكاسب تذكر.
الإدارة تحت النيران
كل هذه الأحداث وضعت إدارة المريخ في مرمى نيران الجماهير والإعلام، وسط مطالبات متزايدة بحل مجلس الإدارة وإعادة هيكلة شاملة تبدأ من رأس الهرم الإداري، بعد أن أصبحت إدارة عمر النمير متهمة بالفشل الذريع في الحفاظ على مكانة الزعيم محليًا وقاريًا.
مستقبل مجهول ومطالبات بالتغيير الشامل
يعيش المريخ السوداني اليوم مرحلة دقيقة وفاصلة، إذ يتطلب الوضع تدخلاً عاجلًا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل انطلاق الموسم الجديد. الجماهير الغاضبة لم تعد تكتفي بالوعود، بل تطالب بإقالات جذرية وتغييرات شاملة تبدأ بإعادة بناء المنظومة الإدارية أولًا، ثم الانطلاق في مشروع فني متماسك يعيد النادي إلى سكة البطولات.