اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
لم تكن هذا التصريحات جزء من البرنامج الذي اذيع مؤخرا على قناة سكاي نيوز فقط بل كان عكاشة قد تحدث بها في برنامج مباشر على قناة مصراوي مع الاعلامي مجدي الجلاد قبل اسابيع ايضا وفق متابعات موقع اخبار السودان حيث كرر نفس التصريحات بل توقع ان تعود مستقبلا حدود مصر الى حدودها القديمة بما فيها شرق ليبيا والسودان وغزة لكنه رفض حينها الحديث عن من سيحكم.
في تصريحات مثيرة للجدل ضمن برنامج “السؤال الصعب” على قناة سكاي نيوز عربية، أطلق الإعلامي المصري توفيق عكاشة سلسلة من التحذيرات والتوقعات التي وصفها بأنها تعكس بداية مرحلة جديدة من الصراعات العالمية، مؤكدًا أن ما سماه بـ”معركة يوم القيامة” قد بدأت بالفعل، وأن منطقة الشرق الأوسط لن تبقى على حالها، بل ستشهد تغييرات جذرية في خرائطها السياسية والجغرافية.
عكاشة، الذي اشتهر بتقديم قراءات غير تقليدية للمشهد الدولي، تحدث خلال الحلقة وكأنه يمتلك مفاتيح الغرف المغلقة، محذرًا من تفكك العالم وانهيار منظومات الحكم في عدد من الدول الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي توقع أن تدخل مرحلة من الانقسام الداخلي. كما أشار إلى أن الخرائط السياسية الحالية ستُمحى وتُرسم من جديد، في ظل ما وصفه بالحرب الكبرى التي بدأت بالفعل، دون أن يحدد أطرافها بشكل مباشر.
وفي سياق حديثه، تناول عكاشة مستقبل عدد من الدول العربية، متسائلًا عما إذا كانت غزة والسودان وشرق ليبيا ستعود إلى مصر، في إشارة إلى تحولات محتملة في النفوذ الإقليمي. كما تطرق إلى العلاقات المصرية الإسرائيلية، متسائلًا عن طبيعة السلام بين البلدين، وما إذا كان مجرد واجهة سياسية تخفي توترات كامنة.
في معرض حديثه ضمن برنامج “السؤال الصعب” ، شدد الإعلامي المصري توفيق عكاشة على أن امتلاك ثقافة موسوعية والاطلاع العميق على التاريخ والكتب السماوية يمنح الإنسان قدرة استثنائية على تحليل المشهد السياسي واستشراف تحركات الأطراف الفاعلة فيه، مشيرًا إلى أن هذه المعرفة لا تُكتسب من خلال الانخراط في أجهزة استخباراتية، بل تُبنى عبر سنوات من الدراسة الذاتية والتأمل في الواقع.
وخلال المقابلة، نفى عكاشة بشكل قاطع أي علاقة له بأجهزة المخابرات، مؤكدًا أن خبرته في تحليل الواقع السياسي نابعة من اجتهاده الشخصي، وليست نتاجًا لتوجيهات أو دعم خارجي. وأوضح أن فهمه العميق للتاريخ والسياسة العالمية مكّنه من تكوين رؤية تحليلية مستقلة، تعتمد على الربط بين المعطيات التاريخية والواقع المعاصر.
وفي إطار توقعاته للمشهد الدولي، أشار عكاشة إلى احتمال تفكك الولايات المتحدة الأمريكية إلى ولايات منفصلة، معتبرًا أن استمرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نهج الحكم الفردي قد يؤدي إلى انهيار المنظومة الفيدرالية الأمريكية. وأضاف أن ترامب لن يتمكن من استكمال ولايته الحالية إذا لم يصغِ لما وصفه بـ”مجلس إدارة العالم”، في إشارة إلى القوى الاقتصادية الكبرى التي يرى أنها تتحكم فعليًا في السياسات الدولية.
وسلط الضوء على الدور المحوري الذي تلعبه الشركات الاقتصادية العملاقة، وعلى رأسها شركة “بلاك روك”، التي قال إنها تسيطر على نحو 80% من الاقتصاد العالمي، وتوجه السياسات العامة للدول من خلف الستار، مؤكدًا أن هذه الشركات باتت تشكل سلطة فعلية تتجاوز الحكومات التقليدية في تأثيرها ونفوذها.
وفي سياق حديثه عن الشأن الإقليمي، دعا عكاشة إلى إعادة ترسيم حدود الدولة المصرية لتعود إلى ما كانت عليه قبل عام 1954، مقترحًا إقامة نظام فيدرالي يضم السودان وشرق ليبيا وقطاع غزة، باعتبارها أراضي مصرية تاريخيًا تعود ملكيتها إلى مصر منذ تسعة آلاف عام. وأوضح أن هذه المناطق لم تشهد أي تنمية حقيقية منذ انفصالها عن مصر، وأن إعادة ضمها تحت مظلة حكم فيدرالي يأخذ في الاعتبار خصوصياتها الثقافية والاجتماعية من شأنه أن ينهي الصراعات والانقلابات التي تعاني منها.
وأكد عكاشة أن السودان يمثل جزءًا لا يتجزأ من مصر، مشيرًا إلى أن التسمية التاريخية له كانت “مصر العليا”، وتساءل عما إذا كان هناك من يستطيع أن يذكر اسم حاكم لهذه المناطق خلال الألفي عام الماضية لم يكن مصريًا، في محاولة منه لتأكيد الروابط التاريخية والجغرافية التي تجمع هذه الأقاليم بمصر، والتي يرى أنها تستدعي إعادة النظر في الحدود السياسية الراهنة بما يحقق الاستقرار والتنمية المشتركة.
البرنامج الذي حمل طابعًا تحليليًا مشحونًا بالرمزية السياسية، أثار تساؤلات حول ما إذا كان عكاشة يقدم قراءة سياسية جريئة لما بين السطور، أم أنه يروّج لنظريات إعلامية مشبعة بالخيال، خاصة في ظل نبرته الواثقة وصوته المرتفع الذي طغى على الطرح. وتبقى التساؤلات مفتوحة حول مدى صدقية هذه التصريحات، وما إذا كانت تعكس تحليلات عميقة أم مجرد إثارة إعلامية تستهدف جذب الانتباه في لحظة إقليمية ودولية بالغة التعقيد.