اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
الأبيض – أعلنت وزارة الصحة السودانية، الخميس، مقتل (12) من الكوادر الطبية إثر هجمات نفذتها مليشيا الدعم السريع في مدينة بارا بولاية شمال كردفان، في أحدث فصول المأساة الإنسانية التي تشهدها الولاية منذ سيطرة المليشيا على المدينة قبل أيام.
تفاصيل الهجوم على الكوادر الطبية
وأكدت الوزارة في بيان رسمي أن “سبعة من الكوادر الطبية العاملة بمكتب منظمة إعانة المرضى الكويتي، وخمسة من الكوادر التابعة لجمعية الهلال الأحمر السوداني، قُتلوا في هجمات متفرقة نفذتها مليشيا الدعم السريع بمدينة بارا”.
وأوضحت أن هذه الهجمات استهدفت متطوعين أثناء أداء مهامهم الإنسانية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يكفل حماية العاملين في المجال الصحي خلال النزاعات المسلحة.
خلفية الأحداث في مدينة بارا
في 25 أكتوبر الجاري، سيطرت مليشيا الدعم السريع على مدينة بارا ذات الأهمية الاستراتيجية بعد معارك عنيفة مع الجيش السوداني وحلفائه. ومنذ تلك السيطرة، اتُهمت المليشيا بارتكاب سلسلة من الانتهاكات الواسعة، بما في ذلك الإعدامات الميدانية ضد مدنيين بتهمة موالاتهم للجيش، ما أدى إلى نزوح جماعي للسكان نحو مدينة الأبيض المجاورة.
الهلال الأحمر يفقد خمسة من كوادره
وكانت جمعية الهلال الأحمر السوداني قد أعلنت في وقت سابق مقتل خمسة من متطوعيها وفقدان ثلاثة آخرين أثناء تأديتهم لمهمة إنسانية في بارا، بعد أن تعرضوا لهجوم مباشر من عناصر الدعم السريع. كما تداولت منصات موالية للمليشيا مقطع فيديو أظهر أحد ضباطها وهو يعتدي على مجموعة من متطوعي الهلال الأحمر ويتهمهم بالانتماء للجيش السوداني.
مجزرة جديدة في مستشفى الولادة السعودي بالفاشر
وفي سياق متصل، أدانت وزارة الصحة ما وصفته بـ'المجزرة المروعة' التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع داخل مستشفى الولادة السعودي بمدينة الفاشر، والتي أسفرت عن مقتل (460) مريضًا ومرافقًا.
وقالت الوزارة إن هذه الجريمة تعد امتدادًا لسلسلة من الانتهاكات التي تقوم بها المليشيا في مناطق سيطرتها، خاصة بعد استيلائها على مدينة الفاشر في 26 أكتوبر الجاري، وارتكابها جرائم وعمليات نهب وقتل واسعة واعتداءات ممنهجة ضد المدنيين.
وزير الصحة: ما يحدث جرائم ضد الإنسانية
وشدد وزير الصحة الاتحادي، د. هيثم محمد إبراهيم، على أن هذه الاعتداءات تمثل 'انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني والمواثيق الدولية التي تحمي العاملين في المجال الطبي'، مؤكدًا أن ما جرى يرقى إلى مستوى 'الجرائم ضد الإنسانية التي لا يمكن التغاضي عنها أو تبريرها'.
وأضاف الوزير أن المستشفيات والمرافق الصحية يجب أن تظل مناطق محايدة وآمنة بعيدًا عن النزاعات، داعيًا إلى وقف فوري للاعتداءات التي تستهدف الكوادر الطبية والمنشآت الصحية في البلاد.
دعوة عاجلة للمجتمع الدولي
ودعت وزارة الصحة المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والهيئات الأممية إلى التحرك السريع لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان حماية العاملين في القطاع الصحي وصون حرمة المرافق الطبية.
وأكدت أن استمرار الصمت الدولي يشجع المليشيات على ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحق الأبرياء، محذرة من أن استهداف الكوادر الطبية يمثل 'سابقة خطيرة تهدد مستقبل الخدمات الإنسانية في السودان'.
مأساة إنسانية تتسع رقعتها
وتأتي هذه الأحداث في وقت يشهد فيه إقليم كردفان تصاعدًا مقلقًا في أعمال العنف، وسط تدهور حاد في الوضع الإنساني ونقص حاد في الإمدادات الطبية والمواد الغذائية، فيما تتزايد المخاوف من اتساع رقعة النزاع إلى مناطق جديدة إذا استمرت الهجمات دون رادع.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
 
























 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 