الدوحة تحتضن صرخة المبدعين السودانيين ضد طمس الذاكرة

متابعات- نبض السودان

استضافت جامعة جورجتاون في قطر مؤتمرًا استمر ثلاثة أيام تحت عنوان 'رؤية السودان'، جمع باحثين وفنانين ومفكرين سودانيين من مختلف مجالات الإبداع، لبحث سبل الخروج من دوامة الحرب عبر الثقافة والفن، وتسليط الضوء على مأساة السودانيين في ظل الصراع الدائر.

الحفاظ على الإرث الثقافي في مواجهة المحو الممنهج

أكد المشاركون أن الثقافة تمثل ركيزة أساسية للحفاظ على الهوية الوطنية السودانية، مشددين على خطورة ما وصفوه بـ'المحو الممنهج للذكريات الثقافية والآثار المادية والتاريخ' الذي تسببت به الحرب. ودعوا إلى ضرورة حماية التراث السوداني باعتباره جدار الصمود الأول في مواجهة محاولات الطمس والتغييب.

نسرين مالك: الحرب تهدد تعريف السودان نفسه

قالت الصحفية السودانية والممارسة المقيمة بجامعة جورجتاون، نسرين مالك، إن التحدي الأكبر يتمثل في إعادة تعريف معنى السودان ذاته في ظل طمس الذاكرة الثقافية. وأضافت أن رواية القصص والسرد والموسيقى والأدب والفن هي أدوات جوهرية للحفاظ على هوية السودان وإعادة صياغة صورته أمام العالم.

سوزي ميرغني: الثقافة علاج لليأس

من جانبها، رأت المخرجة والباحثة سوزي ميرغني أن المؤتمر أتاح مساحة لإعادة التأكيد على الهوية الثقافية المتجذرة في التجمعات الشعبية والنشاطات الإبداعية والسياسية، معتبرة أن التركيز على الثقافة والانتماء يمثل 'علاجًا فعالًا لحالة اليأس المتفشية' بين السودانيين بسبب الحرب.

الفن كسجل لذاكرة الحرب

وشهدت الفعاليات افتتاح معرض فني بعنوان 'إعادة سرد حكايات السودان' في 'غاليري الحوش'، وثّق الأثر العميق للحرب على المجتمع. وقالت الباحثة لاريسا ديانا فورمان، من معهد أبحاث السلام والمنسقة المشاركة للمعرض، إن الفن السوداني قادر على السفر خارج الحدود، بينما الفنانون أنفسهم محاصرون داخل البلاد، مشيرة إلى أن ذلك يضاعف من أهمية نشر نتاجهم عالميًا.

يافل مبارك: الحرب لا تحدد ملامح الفن السوداني

أما الفنان التشكيلي وأمين معرض دارا للفنون بالخرطوم، يافل مبارك، فقد شدد على أن الحرب لن تحدد ملامح الفن السوداني أو تحصره. وقال: 'مهمتنا كفنانين هي البحث عن أنماط التعبير التي تمتد من وعينا إلى العالم، فالفن السوداني جزء أصيل من سرد تاريخ البلاد وواقعها، ونساهم من خلاله في استقرار عالم بالكاد يرانا'.

حوارات جورجتاون.. منصة لمناقشة القضايا العالمية

يأتي المؤتمر ضمن سلسلة 'حوارات' التي تنظمها جامعة جورجتاون في قطر لمناقشة القضايا الملحة عالميًا. وأعلنت الجامعة أن الجلسة المقبلة ستعقد في الرابع من أكتوبر المقبل تحت عنوان 'إنهاء استعمار الطاقة'، وستركز على الانتقال نحو طاقة مستدامة في دول الجنوب العالمي.