اخبار السودان
موقع كل يوم -خبطة نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ أذار ٢٠٢٤
صبري محمد علي (العيكورة) يكتب: (لقيمات الجودليه) آخر ذكرى طواها الزمن اليوم
خاص ب {خبطة نيوز}
نعي لي الناعي اليوم وفاة الحاجة الجودليه إبراهيم والدة الاستاذ الأمين إبراهيم الدريويش
والدريويش هو إبراهيم ود حمدون وقد عاصرناه في خريف عُمره مؤذناً بالجامع العتيق أواخر ستسنيات القرن الماضي و أوائل السبعينيات
لن تغفل ذاكرتي أنه كان مُحباً لمديح الرسول صلوات وربي وسلامه عليه وكان مُجيداً للتعبير الجسدي عند الطرب الحلال
يقف على رجل واحده
ويظل
يدور
ويدور بالعراقي والسروال الطويل والطاقية كان هو زي أجدادنا حتى غادروا هذه الدنيا
حقيقة …
لا أعلم إن كان لقب (الدريويش) هو منسوباً لذلك الرقص أم كان سابقاً لذلك ولكن ظل هذا اللقب متوارثاً حتى يومنا هذا في أحفاده
(أولاد ناس الدريويش)
الحاجة (الجودلية) رحمة الله عليها عندما نعاها لي الناعي هذه الليلة
شعرت أن ….
بعضاً من طفولتي وبراءتي قد سقطت بل ورجع بي شريط طويل وقديم من الذكريات
لحوش جدنا (حقار)
وحقار هو جدي لأمي وهو أحمد عباس ودالماحي وما بين منزله ومنزل الدريويش هو شارع و زقاق فزقاق ثم باب الجودلية
كانت هي الرحلة الصباحية المُعتادة لنا أثناء تحضير شاي الصباح عقب حلب الابقار
أن ينفحنا جدنا حقار أنا وشقيقتي إنصاف بتعريفة لكل منا مع التوجية بحمل ماعون لشراء اللقيمات من (الجودلية)
وارجو أن لا تستغرب عزيزي القارئ فأنا لست بغلطان …
فكانت تعريفة وهى نصف القرش نبتاع بها خمسة لقيمات من المقاس (الجامبو) هذا غير السادسة أو طعمية (هُوادة) نقضمها في رحلة العودة .
كانت أجود لقيمات هي تلك التي كانت تصنعها الحاجة الجودلية والتومة بت أبروف وخجيجةوبن فطين في فريق العلقماب
بساطة في كل شئ
الفلوس لم تكن عائقاً
إذا أمطرت الدنيا صباحاً لم يكن عائقاً فستصلك اللقيمات
بسمه الصباح
الدعوات الصادقة
رائحة الحطب المحروق
غثاء الأبقار
روث البهائم
نهيق الحمير
وقد حفظناها
صدقوني ونحن أطفال
فبصوتها نعرف مالكها !
اللهم إن أمتك وأمنا الجودلية إبراهيم في رحابك وهي الفقيرة الي رحمتك وأنت الغني عن عذابها اللهم فأكرم نزلها و وسع مدخلها اللهم وابدلها داراً خيراً من دارها وأهلاً خيراً من أهلها
وأجعل البركة في عقبها وذريتها
والتعازي لإبنها الأستاذ الأمين الدريويش واخواته وأحفادهم
(إنا لله وإنا إليه راجعون)
الأحد ١٤/رمضان ١٤٤٥ه
٢٤/مارس ٢٠٢٤م
