اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشف مدير مركز أمراض وجراحة الكلى نزار زلفو، الأحد، عن وفاة 3800 من مرضى الفشل الكلوي في العام الأول لاندلاع النزاع، وذلك نتيجة انعدام الأدوية وتوقف عمليات الغسيل، مؤكدًا أن هذه الأرقام تمثل نصف المرضى الذين كانوا يتلقون العلاج قبل الحرب. ويأتي هذا الإعلان الصادم في ظل تدهور المنظومة الصحية وانهيار معظم المنشآت الطبية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، التي قضت على بنية الرعاية الصحية في عدد كبير من الولايات، وعلى رأسها الخرطوم التي تُعد المركز الرئيسي لتقديم خدمات غسيل الكلى والعلاج المتخصص.
انهيار المنظومة الصحية وتدمير مرافق الغسيل
أدى النزاع الذي اندلع في أبريل 2023 إلى تدمير معظم المرافق الصحية، مما جعل تقديم خدمات غسيل الكلى شبه مستحيل في العديد من المناطق، خاصة في العاصمة الخرطوم. وأفاد نزار زلفو لـ سودان تربيون أن رقم 3800 وفاة يمثل كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث يعاني آلاف المرضى من انعدام الأدوية، وتوقف جلسات الغسيل، وانتشار الأوبئة، والنزوح المتزايد. وأوضح أن عدد مرضى الفشل الكلوي قبل الحرب بلغ 8 آلاف مريض كانوا يتلقون الغسيل بصورة منتظمة، في حين يبلغ العدد الحالي 5720 مريضًا داخل السودان، إضافة إلى 280 مريضًا يتلقون العلاج خارج البلاد.
أزمة تتفاقم بين زارعي الكلى
وأشار زلفو إلى أن نسبة الوفيات بين زارعي الكلى بلغت 13%، وهي نسبة ترتفع بسبب انعدام أدوية الزراعة، خاصة في ولايتي الخرطوم والبحر الأحمر، وذلك نتيجة ضعف الرقابة وتسريب الأدوية والمتاجرة بها في السوق السوداء. وأوضح أن بعض المرضى يضطرون لبيع أدويتهم بهدف تغطية تكاليف المعيشة، مما يزيد من تدهور حالتهم الصحية ويعرض حياتهم للخطر.
فوضى الدواء وتجارة السوق السوداء
أقر مدير المركز القومي بأزمة حقيقية في توفر أدوية زراعة الكلى، مشيرًا إلى ضعف الدور الرقابي على توزيع الأدوية وبيعها. وأكد أن تنشيط السجل المركزي على شبكة الإنترنت جاء كخطوة تهدف لضبط صرف الدواء، حيث يضمن أن يحصل كل مريض على أدويته مرة واحدة فقط، الأمر الذي يسهم في تقليل التلاعب وتحجيم تسريب الأدوية.
غياب الدور المركزي في توفير الدواء
وأوضح زلفو أن المشكلة الأساسية تكمن في عدم وجود دور للمركز القومي في توجيه صرف ميزانية شراء الدواء، حيث تتأخر عمليات الشراء بسبب انشغال الإمدادات الطبية بعمليات أخرى. وطالب بفصل ميزانية شراء أدوية الكلى عن ميزانية الشراء الموحد، وإشراك المركز في متابعة التنفيذ لضمان وصول الأدوية في مواعيدها.
توزيع الأدوية في الولايات ومحاولات لتخفيف الأزمة
وقال المركز القومي لأمراض وجراحة الكلى، في بيان رسمي، إن أدوية زراعة الكلى يتم توزيعها في 10 ولايات عبر الصندوق القومي للإمدادات الطبية وفقًا للتقارير الشهرية وحجم الاحتياجات الفعلية. وأكد أن الصندوق بذل جهودًا كبيرة لتأمين مصادر بديلة لتوفير الأدوية المطلوبة، مشيرًا إلى أن عامي 2024 و2025 شهدا استقرارًا عامًا في توفر أدوية الزراعة، باستثناء صنفين فقط تأخر توريدهما الشهر الماضي.
تفاوت في الصرف بسبب حركة المرضى
وأشار البيان إلى أن معدلات صرف الأدوية تشهد تفاوتًا كبيرًا بين الولايات نتيجة انتقال المرضى من منطقة لأخرى وعودة بعضهم من الخارج، وهو ما يؤدي إلى زيادة استهلاك الأدوية في بعض المناطق مقابل انخفاضه في مناطق أخرى. وقال المركز إن هذا التفاوت يتطلب ضبطًا أكبر في عملية الحصر والتوزيع لضمان وصول الدواء للمستحقين دون تأخير.
بدء أولى مراحل التسجيل والحصر الدقيق
أعلن المركز عن بدء برنامج تسجيل المرضى بغرض إجراء الحصر الدقيق واستخراج بطاقات خاصة بالمرضى، حيث انطلقت المرحلة الأولى من عملية التسجيل اليوم في ولايات كسلا والقضارف وسنار. ويهدف هذا البرنامج إلى توحيد قاعدة البيانات وتسهيل عملية توزيع الدواء والوصول للمرضى الذين يعانون من نقص حاد في خدمات الرعاية الصحية.
تأكيد على استمرار الصرف ووصول شحنة جديدة
وجّه المركز الولايات التي لديها مخزون كافٍ من الأدوية بالاستمرار في صرف العلاج لجميع المرضى دون استثناء، مؤكدًا أن شحنة الأدوية المطلوبة وصلت إلى البلاد وسيتم توزيعها بشكل عاجل لضمان معالجة النقص الذي شهدته الأشهر الماضية. ويأتي هذا التحرك لتقليل حجم الضرر الذي لحق بمرضى الفشل الكلوي ومعالجة جزء من الأزمة المتفاقمة.
الصيدلية المركزية بكافوري تدخل الخدمة في يناير
أعلن المركز كذلك عن بدء العمل في الصيدلية المركزية بكافوري مطلع يناير المقبل، لتسهيل حصول المرضى على أدويتهم دون تعقيدات بيروقراطية أو تأخير. وستوفر الصيدلية خدمة فحص البروغراف مجانًا فور وصول الجهاز، مما يعد خطوة مهمة في تحسين مستوى الرعاية المقدمة لمرضى الكلى في السودان.


























