اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كتب مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، تحت عنوان “تقسيم البلاد تحت مظلة الهدنة الإنسانية: بين القبول والرفض”، قائلاً إن التحولات في السودان تتشكل وفق المتغيرات السياسية والمعارك العسكرية المستمرة، وأن شعار الهدنة الإنسانية يمثل خيطًا رفيعًا بين الأمل والانهيار، ويطرح العديد من التساؤلات حول مصير الشعب السوداني ومستقبل وطنه المنكوب.
وأوضح مناوي أن التساؤل حول ما إذا كانت الهدنة الإنسانية حلاً حقيقياً أم مجرد مسكن مؤقت يهدف إلى تهدئة النفوس وإعادة تنظيم المليشيات وجمع أنفاسها، يظل قائمًا، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي قد تحمل مزيدًا من المعاناة.
الهدنة الإنسانية بعد مذبــ حة الفاشر
أكد مناوي أن الحاجة إلى الهدنة الإنسانية أصبحت ضرورية بعد مذبـ ـحة الفاشر الأخيرة، حيث شهدت المنطقة مقتل وتشريد آلاف المدنيين وحصارًا دام عامين أمام أعين الجميع، بما في ذلك الأمم المتحدة ومنظماتها.
وأضاف أن الأطفال تحولوا إلى ضحايا أبرياء لقذائف الجنجويد، دون ذنب سوى الانتماء لقبائل تعتبرها المليشيات والإمــ ارات غير مرغوبة، مشيرًا إلى أن العالم فشل في تقديم الحد الأدنى من الأمل للمتضررين.
مليشيا الدعم السريع والكوارث الطبيعية
أوضح مناوي أن مليشيا الدعم السريع، المدعومة من أطراف إقليمية، تمثل أحد الأسباب الرئيسة للكوارث الإنسانية، حيث انتهكت أبسط حقوق الإنسان ودمرت البنية التحتية بمستوى يفوق تأثير الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل والحرائق. وأكد أن المليشيات المسلحة تمثل تهديدًا طويل المدى للسلام والاستقرار والطبيعة والإنسانية، مدفوعة بأجندات سياسية وأيديولوجية لا علاقة لها بأرض السودان.
تأخر العالم في التدخل بعد مذبحة الفاشر
انتقد مناوي التباطؤ الدولي في التدخل، مشيرًا إلى أن مذبحة الفاشر كانت أحد أكثر الفصول دموية، وأن العالم انتظر اكتمال المذبحة قبل تقديم المساعدات، متسائلًا عن الأسباب وراء هذا التأخير، بما في ذلك دور بعض القوى الدولية، مثل الإمــ ارات العربية المتحدة، في دعم أطراف متورطة في المجازر، مما زاد من معاناة السودانيين.
عناصر الهدنة الإنسانية الضرورية
حدد مناوي خمسة شروط لضمان فاعلية الهدنة الإنسانية:
محاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية
أكد مناوي ضرورة تسريع محاسبة مرتكبي الإبادة الجماعية، وعدم إعطاء الغطاء الدولي أو المصالح المالية ذريعة لتأجيل العدالة. وأضاف أن تسليم الحدود والمعابر والمطارات والمهابط للسلطة المركزية أمر ضروري لمراقبة الأجواء ومنع الدعم العسكري لمليشيا الدعم السريع.
الخلاصة: الهدنة الإنسانية لن تكون كافية
أوضح مناوي أن تحرير الخرطوم والوسط ليس الخلاص النهائي من الحرب، وأن مليشيا الدعم السريع لا تعرف متى تنهي عملياتها، فهي آلة قتالية تستخدم لأهداف غير واضحة، تشمل منابع النيل ومصبه والبحر الأحمر، ضمن نطاق السودان وأفريقيا الكبرى. وأكد أن الهدنة الإنسانية، رغم كونها خطوة إيجابية، لن تكون كافية إلا إذا تضمنت إرادة حقيقية للمحاسبة وإعادة بناء وطن شامل يحترم كرامة المواطن السوداني.


























