اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
خاص – نبض السودان
تطل أزمة جديدة وكبيرة برأسها على العالم هذه الأيام، لا سيما بعدما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنشر غواصتين نوويتين أمريكيتين بالقرب من روسيا، وذلك في خطوة وصفها بأنها “إجراء احترازي” ضد تصريحات روسية وصفها بـ”الاستفزازية للغاية” أطلقها نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري ميدفيديف.
وكان ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي، اعتبر في منشور على منصة «إكس» أن تحديد ترامب مهلة لموسكو لإنهاء الحرب في أوكرانيا، هو بمثابة «تهديد وخطوة نحو الحرب».
وأضاف في منشور على «إكس» أن «روسيا ليست إسرائيل أو حتى إيران»، في إشارة إلى الحرب القصيرة التي اندلعت بين البلدين خلال يونيو الماضي، والتي شنت خلالها الولايات المتحدة ضربات على إيران لدعم إسرائيل.
رسائل ترامب
حول أهداف ترامب من نشر الغواصتين النوويتين قرب روسيا، يرى الدكتور هشام البقلي، الباحث في الشؤون العربية والعلاقات الدولية، أن مسألة نشر الغواصات النووية الأمريكية بالقرب من الحدود البحرية الروسية يهدف إلى عدة رسائل من بينها، تطمين الغرب الذي بات في حالة قلق كبير من توغل القوة الروسية السنوات الأخيرة بعدما أجهزت على أوكرانيا بشكل شبه تام (الحليف الأول للغرب على الحدود مع موسكو)..
ورسالة “ترامب” الثانية، هي تحجيم النفوذ الروسي وإعادة وضعيتها إلى ما قبل فبراير 2022 (الحرب الروسية الأوكرانية) ولإعادة البرهنة على أن الولايات المتحدة هي القوة الأولى المسيطرة عالميًا.
الرسالة الثالثة، هي توجيه رسائل ضمنية للأحلام الصينية والهندية ورغباتهم في توسيع النفوذ أو الدخول على نادي الهيمنة العالمية في صراع على زعامة العالم أمام أمريكا وحلفائها.
القوة الروسية
ويقول هشام البقلي، في تصريحات خاصة، أن الدخول في صراع نووي أمر مستعبد تمامًا بعد حرب الصريحات بين ترامب ومدفيديف، لا سيما أن روسيا تعد من بين أكبر الدول في العالم امتلاكًا للرؤوس الحربية النووية، والتي تحتفظ بها ضمن ما يعرف بـ'الثالوث النووي'، الذي يشمل الصواريخ البرية، وقاذفات القنابل الاستراتيجية، والغواصات النووية، ولا توجد قوة على الأرض تريد الدخول في صراع مباشر مع تلك الترسانة المدمرة الكفيلة بفناء البشرية وتخريب العالم، إلا أن إدارة ترامب باتت ترى في جموحها الاقتصادي في تعظيم النفوذ ضرورة توجيه إنذارات للعديد من العواصم القوية عسكريًا على رأسها الصين والهند وروسيا أيضًا.
حرب نووية
ويضيف البقلي، إنه مهما تعالت الرغبات في السيطرة والجموح السياسي أو الاقتصادي وهو ما يتمثل في أحلام دونالد ترامب، إلا أن الدخول في حرب نووية وضد روسيا خاصة أمر محفوف بالمخاطر لأن روسيا تمتلك مئات الروسية النووية المدمرة ولا يستطيع أحد التكهن برد فعلها حال تهديدها نوويًا، وبالتالي ترامب لم يعلن عن مكان تمركز الغواصتين النوويتين قرب حدود روسيا.