اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة عن تسجيل عودة واسعة النطاق للنازحين واللاجئين السودانيين إلى ديارهم خلال أقل من عام، حيث تجاوز عدد العائدين 2,004,302 شخص بين نوفمبر 2024 ويوليو 2025، في مؤشر على تغير الأوضاع الميدانية بشكل كبير بعد استعادة الجيش السيطرة على ولايات ومناطق استراتيجية.
تراجع أعداد النازحين بعد استعادة الجيش للمدن
أوضحت المنظمة أن السودان كان قد سجّل أعلى نسبة نزوح في يناير 2025، حيث بلغ عدد النازحين أكثر من 11.5 مليون شخص، قبل أن تتناقص الأعداد تدريجيًا بعد تحرير ولايات سنار والجزيرة والخرطوم، إضافة إلى مناطق في النيل الأبيض وشمال كردفان. وبيّنت أن حوالي 1.9 مليون شخص عادوا إلى محلياتهم الأصلية سواء إلى مساكنهم أو إلى شكل آخر من المأوى، بينما اختار آخرون العودة إلى ولاياتهم أو محلياتهم دون التمكّن من الرجوع إلى مواقعهم الأصلية بالضبط.
توزيع العائدين بين الولايات
أشارت البيانات إلى أن 48% من العائدين استقروا في ولاية الجزيرة، بينما استقبلت الخرطوم 30% منهم، وسنار 9%، فيما توزع البقية على ولايات النيل الأزرق بنسبة 7%، والنيل الأبيض بنسبة 5%، بينما ذهبت نسبة 1% فقط إلى كل من نهر النيل وغرب دارفور. وعاد إلى الخرطوم نحو 587 ألف فرد فقط من أصل 3.7 مليون فرّوا منها سابقًا بسبب هجمات قوات الدعم السريع، قبل أن يستعيدها الجيش في مارس الماضي.
عودة من الداخل والخارج
أوضحت منظمة الهجرة أن أكثر من 1.5 مليون من العائدين رجعوا من داخل السودان، بينما عاد أكثر من 455 ألف شخص من خارج البلاد، واستقروا جميعًا في 1,611 موقعًا موزعًا على 39 محلية داخل 6 ولايات.
تحرك حكومي لتهيئة العودة
في السياق ذاته، شكّل رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش لجنة سيادية معنية باستعادة الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والصحة والتعليم، إضافة إلى إعادة إعمار البنية التحتية وإبعاد التشكيلات المسلحة، من أجل تهيئة البيئة لعودة السكان إلى منازلهم، لا سيما في العاصمة الخرطوم.
دوافع العودة
بيّنت المنظمة أن 97% من العائدين أرجعوا قرارهم إلى تحسن الوضع الأمني في مناطقهم، بينما أشارت بقية الأسر إلى نقص الموارد في مواقع النزوح أو رغبتهم في لمّ شمل العائلة أو بسبب العودة القسرية. كما كشفت البيانات أن 93% من الأسر العائدة رجعت إلى منازلها الأصلية رغم الدمار الذي طال بعضها، بينما استقرت 5% في مراكز إيواء، فيما لجأت نسبة محدودة إلى منازل مستأجرة أو استضافتها أسر أخرى.
الخصائص الديموغرافية للعائدين
أوضحت المنظمة أن نسبة النساء بين العائدين بلغت 57%، بينما بلغت نسبة الذكور 43%. كما أن 40% من مجموع العائدين من الأطفال دون سن الـ18 عامًا، ما يعكس حجم التأثير الكبير للحرب على الفئات الأضعف.
أوضاع النازحين الحاليين
في بيان ثانٍ، كشفت المنظمة أن عدد النازحين داخل السودان انخفض إلى 9,937,444 نازحًا، يقيمون في أكثر من 10,731 موقعًا موزعة على 185 محلية في جميع ولايات السودان الثمانية عشر. وأوضحت أن 58% منهم يعيشون في مناطق حضرية، فيما يقيم الباقون في الأرياف. وأشارت إلى أن 47% من هؤلاء يقطنون مع مجتمعات مضيفة، بينما يقيم آخرون في المخيمات أو المواقع المفتوحة أو منازل مستأجرة.
التركيبة السكانية للنازحين
أظهرت الإحصاءات أن 54% من النازحين إناث، فيما تبلغ نسبة الذكور 46%. كما يشكل الأطفال 53% من مجموع النازحين، منهم 27% تقل أعمارهم عن خمس سنوات، ما يعكس هشاشة الوضع الإنساني واستمرار الحاجة إلى تدخلات عاجلة.
عبور الحدود إلى دول الجوار
وفي ما يتعلق باللجوء الخارجي، أفادت المنظمة بأن أكثر من 4.2 مليون شخص عبروا الحدود إلى دول الجوار. وتصدرت مصر قائمة الدول المستقبِلة للاجئين بـ1,541,827 شخصًا، بينما توزع البقية على تشاد، جنوب السودان، إثيوبيا، ليبيا وأفريقيا الوسطى. وأوضحت أن 71% من الذين عبروا الحدود هم سودانيون، فيما البقية من جنسيات غير سودانية.
عودة تحت التحديات
رغم المؤشرات الإيجابية التي تعكس عودة أكثر من مليوني سوداني إلى مناطقهم، إلا أن تحديات إعادة الإعمار وتوفير الخدمات الأساسية ما زالت قائمة، مما يتطلب جهودًا مضاعفة من السلطات الوطنية والمجتمع الدولي لتثبيت هذه العودة وضمان استدامتها.