جوجل تُحدث زلزالًا في الإنترنت.. ما سر ميزة Canvas الجديدة؟

متابعات – نبض السودان

كشفت شركة 'جوجل' عن حزمة من التحديثات الثورية لنظام الذكاء الاصطناعي في محرك البحث الخاص بها، مؤكدة أن هذه التحديثات ستُحدث تحولًا جذريًا في تجربة المستخدم، وذلك عبر أدوات تفاعلية متقدمة تهدف إلى تحويل عملية البحث إلى تجربة معرفية شاملة.

ومن أبرز هذه الأدوات الجديدة، ميزة Canvas (اللوحة التفاعلية)، والتي تتيح للمستخدمين تنظيم معلوماتهم وبناء خطط دراسية أو بحثية بشكل مرن داخل لوحة جانبية يمكن تعديلها وتحديثها باستمرار، في خطوة غير مسبوقة من الشركة.

Canvas: تنظيم الأفكار وتحويل الذكاء الاصطناعي إلى شريك تعليمي

تعمل ميزة Canvas على تقديم مساحة تفاعلية للمستخدمين يمكن من خلالها إنشاء لوحات معرفية شخصية، تحتوي على محتوى مخصص يتم جمعه تلقائيًا بواسطة الذكاء الاصطناعي بناءً على طبيعة البحث أو الدراسة التي يجريها المستخدم.

وإذا كان المستخدم يُحضّر لاختبار أو مشروع بحثي، يمكنه النقر على زر 'إنشاء لوحة'، لتبدأ 'جوجل' في جمع وترتيب المعلومات ذات الصلة من مصادر متعددة، وتقديمها بطريقة مبسطة وسهلة التعديل، بحسب ما نقله موقع 'تك كرانش' في تقرير اطلعت عليه 'العربية Business'.

وتخطط 'جوجل' لتعزيز هذه الميزة من خلال السماح برفع ملفات مثل ملاحظات المحاضرات أو المناهج الدراسية، ليتم دمجها داخل اللوحة التفاعلية، مما يجعل الذكاء الاصطناعي شريكًا فعليًا في عمليات الدراسة والتخطيط الأكاديمي.

Search Live: خبير مرئي يعمل معك بالصوت والصورة

وفي إطار توسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي، دمجت 'جوجل' تكنولوجيا مشروع 'أسترا' مع ميزة جديدة تحمل اسم Search Live، وهي ميزة تعتمد على أداة Google Lens، وتسمح للمستخدم بالتفاعل اللحظي مع ما تراه الكاميرا.

تعمل هذه الميزة وكأنها خبير افتراضي يشرح لك محتوى الصورة أو المشهد مباشرة، ويقترح مصادر وروابط لفهم الموضوع بشكل أعمق، ما يجعل من البحث تجربة بصرية صوتية متكاملة.

وبحسب تصريحات روبي شتاين، نائب رئيس المنتجات في قسم البحث لدى جوجل، فإن: 'Search Live يحوّل الذكاء الاصطناعي إلى مرشد مرئي يتفاعل مع المستخدم بالصوت والصورة، موفرًا شرحًا مباشرًا للمفاهيم المعقدة أمام عينيه.'

فَهْم الصور وملفات PDF وتحليلها عبر الذكاء الاصطناعي

في تطور آخر، بات بإمكان مستخدمي عدسة 'غوغل' سواء على الهواتف أو عبر أجهزة سطح المكتب، تحليل الصور أو ملفات PDF باستخدام الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن طرح أسئلة تحليلية معقدة حول المحتوى المعروض والحصول على إجابات فورية دقيقة.

ويمثل هذا التحديث نقلة نوعية في طريقة التفاعل مع المعلومات البصرية، لا سيما للطلاب والباحثين الذين يتعاملون يوميًا مع كمٍّ هائل من المستندات والبيانات.

دعم إضافي لملفات Google Drive خلال 2025

ولم تتوقف خطط 'جوجل' عند هذا الحد، إذ أعلنت الشركة أنها تخطط خلال العام الجاري لدعم أنواع ملفات إضافية مثل مستندات Google Drive، لتوسيع نطاق التفاعل مع محتوى المستخدمين المخزَّن سحابيًا، وبالتالي خلق تجربة بحث أكثر ذكاءً وتكاملًا.

جوجل تعيد تعريف تجربة البحث: من مجرد نتائج إلى رحلة معرفية شاملة

مع هذه التحديثات، تؤكد 'جوجل' سعيها لإعادة تعريف مفهوم البحث الإلكتروني. فبدلًا من الاكتفاء بعرض نتائج نصية تقليدية، يتحول محرك البحث إلى منصة تفاعلية متعددة الأبعاد، توفر محتوى مرئيًا، صوتيًا، ومخصصًا، مصممًا لتلبية الاحتياجات الفردية لكل مستخدم.

التجربة الجديدة تتسم بثلاثة محاور رئيسية: الذكاء، التخصيص، والمرونة، وهي تمثل رؤية جوجل لمستقبل البحث الرقمي في عالم يتسارع فيه التطور التكنولوجي بشكل غير مسبوق.