لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٣٠ تموز ٢٠٢٥
في هذه المقابلة الخاصة لموقع 'فوشيا'، لا نتحدث فقط مع أيقونة الموضة أو شريكة النجم العالمي كريستيانو رونالدو، بل مع امرأة وجدت نفسها بين رمال الصحراء الذهبية وأقمشة العبايات المتدفقة.
جورجينا رودريغيز، عارضة الأزياء التي عوّدتنا على الأضواء، تشاركنا جانبًا أكثر هدوءًا وتأملًا من حياتها في السعودية، عن سكون لم تعهده من قبل، وعن أناقة لا تُقاس بالماركات بل بالإحساس، وعن فنجان قهوة بات لحظة صفاء لا يمكن الاستغناء عنها.
جورجينا رودريغيز تكشف لـ'فوشيا' أسرار حياتها في السعودية
في هذا الحوار، نرافق جورجينا في رحلتها من الإقامة المؤقتة إلى الانتماء، ومن التكيّف إلى تبنّي هوية جديدة تُفصّل على المقاس.
ما التغيير الذي شعرتِ به في روتينك اليومي وأدهشك بعد الانتقال إلى السعودية؟
منذ انتقالي إلى السعودية، وجدت الكثير من المتعة في كيف أن الثقافة منسوجة بشكل طبيعي في الحياة اليومية. سواء كانت الصباحات الهادئة التي تبدأ بلا استعجال، أو الطريقة التي تتجمع بها العائلات على العشاء الطويل، أو حتى المشي في أوقات متأخرة من الليل حيث تبدو المدينة نابضة بالحياة. إنه أسلوب حياة متوازن بشكل جميل.
تعلمت أن أقدّر كيف أن لكل شيء وقته ومكانه هنا. لقد علّمني هذا أن أبطئ، أن أكون أكثر حضوراً، وأستمتع حقاً باللحظات بين الفواصل.
إذا كان وقتك في المملكة 'لوحة إلهام- Mood Board'، ما الصور أو اللحظات التي ستكون عليها؟
ستكون مزيجاً جميلاً من التناقضات: كثبان الصحراء الذهبية عند الغروب، بريق الرياض ليلاً، وأناقة الأزياء السعودية التقليدية. سأضمّن لحظات من المشي عبر البوليفارد محاطاً بالموسيقى والأضواء، الصباحات الهادئة مع القهوة في المنزل، وعشاء العائلة الدافئ المليء بالضحك والكرم. سيكون هناك أيضاً تفاصيل الخط العربي، والبخور، والأقمشة المتدفقة لأن السعودية مليئة بالجمال الخفي. المزاج العام سيكون راسخاً، مفعماً بالقوة، ومليئاً بالروح.
كونك تُعدّين مرجعاً في عالم الموضة، كيف انعكس المشهد السعودي على ذوقك وأسلوبك مؤخراً؟
مشهد الموضة السعودي ألهمني حقاً، فيه أناقة واثقة ومليئة بالمعنى. أكثر ما لفتني هو قدرة النساء هنا على المزج بانسيابية بين التقليد والحداثة، من دون أن يفقدن هويتهن. هناك تقدير حقيقي للتفاصيل مثل التطريز، البنية، الأقمشة التي تتحرك بشكل جميل. هذا الأسلوب جعلني أعيد التفكير بكيفية التعبير عن نفسي من خلال الملابس، بعيداً عن تقلبات الموضة السريعة. إنه أسلوب يروي قصة، وهذا ما يلامسني حقاً.
إذا جلستِ لتتناولي القهوة مع معجبتك السعودية التي تبلغ من العمر 18 عاماً، ما النصيحة التي تقدمينها لها عن الثبات والاتزان الداخلي؟
سأقول لها إن الثبات على الأرض لا يعني أن تكوني على دراية بكل شيء، بل أن تعرفي من أنتِ عندما يهدأ كل شيء من حولك. لا تدَعي العالم يفرض عليكِ وتيرته السريعة؛ خذي وقتكِ لبناء قيمك، وحماية سلامك الداخلي، والبقاء قريبة من الأشخاص الذين يهتمون بك بصدق. أقوى أساس يمكن أن تملكيه هو احترامك لذاتك، ولطفك مع نفسك ومع الآخرين. فهذا ما سيسندك في كل مواسم الحياة، أكثر بكثير من الجمال أو الشهرة.
ما القصة أو الرسالة التي كنت متحمسة لمشاركتها من خلال حملتك مع Holsten؟
ما جذبني في حملة Holsten هو فكرتها البسيطة والعميقة في آنٍ معًا 'تدليل نفسك لا يحتاج إلى مناسبة كبيرة'. يمكن أن تكون لحظة يومية صغيرة تحمل في طيّاتها راحة وسعادة. في عالم يسير بوتيرة سريعة ومليء بالضغوط، يصبح التوقّف قليلاً للاستمتاع بلحظة تخصك عملاً قوياً بحد ذاته.
سواء كانت مشروباً تحبينه، استراحة قصيرة، أو لحظة فرح صغيرة.. هذا هو الجوهر. أردت أن أنقل طاقة الثقة بالنفس، الخفّة، والحرية في عيش الحياة وفق شروطك الخاصة.
عندما تكونين في أماكن مثل الرياض مقابل مدريد أو لوس أنجلوس، كيف يتغير إحساسك بهويتك؟
كل مدينة تُظهر جانباً مختلفاً مني. في الرياض، يغمرني شعور أعمق بالسكينة والتأمل. هناك نوع من الثقة الهادئة في حضور الناس، تدفعني إلى التمهل، إلى أن أكون أكثر وعياً وحضوراً في كل لحظة.
مدريد تشبه الوطن.. مألوفة، دافئة، وغنية بالتاريخ والحنين. أما لوس أنجلوس، فهي مدينة سريعة الإيقاع، صريحة، ومنفتحة على كل جديد. لكن في السعودية، اكتشفت قوّة من نوع آخر: قوة النعومة، الخصوصية، واللحظات الصامتة. لقد ساعدتني هذه التجربة على التعرّف على ذاتي بعمق لم أتوقعه.