ترحيل جماعي من الخليج وإيران.. ماذا يدور داخل جهاز المغتربين؟

متابعات – نبض السودان

في مشهد اتسم بالمسؤولية الوطنية، بادرت مؤسسات حكومية سودانية بمواصلة مهامها التنفيذية رغم الظروف الاستثنائية التي تعيشها البلاد، ومن بين هذه المؤسسات برز جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج كإحدى الأذرع الرسمية التي تحركت بسرعة لدعم الاستقرار وترتيب المرحلة المقبلة، عبر برامج شاملة تقودها العودة الطوعية والتنسيق مع المجتمع السوداني في المهجر.

العودة الطوعية.. أولوية المرحلة المقبلة

أكد د. عبد الرحمن سيد أحمد، الأمين العام لجهاز المغتربين، أن مشروع العودة الطوعية للسودانيين في الخارج يمثّل ركيزة محورية ضمن مشروعات الدولة للمرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن استقرار الأوضاع الأمنية والعسكرية بفضل تقدم القوات المسلحة، يُمهّد الطريق لعودة المواطنين والمساهمة في مشروعات التنمية وإعادة الإعمار.

وأضاف في حديثه عبر 'منصة الناطق الرسمي' أن الجهاز يعمل بتنسيق كامل مع المبادرات الشعبية والسفارات والجهات المختصة لإنجاح عمليات العودة الطوعية.

رحلات منظمة وطلبات متزايدة من السفارات

كشف الأمين العام عن وصول رحلة تقل 143 سودانياً من سلطنة عمان بجهد مشترك بين مبادرة شعبية، السفارة، والخطوط الجوية السودانية، مشيراً إلى الانتهاء من ترتيبات إعادة السودانيين من إيران، إضافة إلى تزايد طلبات تنظيم العودة من سفارات السودان في عدد من الدول.

وذكّر د. عبد الرحمن بتجارب سابقة ناجحة للجهاز في إعادة 60 ألف سوداني من ليبيا و70 ألفاً من السعودية، مثمناً قرار رئيس مجلس إدارة 'سودانير' د. جبريل إبراهيم بمواصلة نقل العائدين.

تسهيلات جديدة للمغتربين العائدين

أعلن د. عبد الرحمن عن تعديل القرار (203) الخاص بالاستثناء الجمركي للمغتربين، بعد مشاورات مع وزارة المالية وقوات الجمارك، موضحاً أن الجهاز تمكّن من رفع بعض القيود التي كانت تعيق الاستفادة من هذا القرار.

وأكد أن السودانيين بالخارج قدموا دعماً حقيقياً للوطن خلال الأزمات، من خلال إرسال الأدوية والمواد الغذائية والمعدات، والتواصل مع منظمات تعمل في الدول المقيمين بها.

شراكات مع القطاع الخاص والهجرة الدولية

أفاد د. عبد الرحمن أن الجهاز نجح في إبرام شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص، خاصة في مجالات التطوير العقاري وبناء مدن متكاملة للمغتربين بالولايات.

كما أشار إلى اجتماعات مثمرة مع منظمة الهجرة الدولية للإسهام في إعادة السودانيين، وتعاون مشترك في لجان مكافحة الاتجار بالبشر.

إعادة هيكلة وخطط للاندماج المجتمعي

أوضح الأمين العام أن الجهاز يعمل على إعادة تشكيل المجلس الأعلى للخبراء والكفاءات، وقدم مقترحات متكاملة لتنظيم القطاعات المختلفة بالخارج. وأضاف أنهم بصدد إنشاء صندوق لدعم العودة الطوعية، لتيسير اندماج العائدين في المجتمع، وتحفيزهم على الاستقرار داخل السودان.

مشروعات التعليم والابتكار مستمرة رغم الحرب

لفت د. عبد الرحمن إلى استمرار المدرسة الإلكترونية التي دُشّنت العام الماضي بتقنيات حديثة، إلى جانب استمرار جامعة المغتربين بولاية القضارف وبعض المراكز بالخارج. كما أكد اهتمام الجهاز بتنويع مصادر الدخل وتنمية الموارد بشكل مستدام.