سرطان الدماغ يخطف صانع السلام الصامت في الجنوب

متابعات- نبض السودان

غيب الموت السياسي البارز في جنوب السودان الدكتور هنري ديلاه أودوار، النائب السابق لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – بالمعارضة، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الدماغ، حيث وافته المنية في كندا.

أحد أبرز مفاوضي اتفاقية السلام

يُعد الدكتور هنري أودوار من الوجوه السياسية البارزة في جنوب السودان، وكان له دور مفصلي في اتفاقية حل النزاع، حيث قاد وفد المعارضة بصفته كبير المفاوضين خلال محادثات السلام التي جرت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والتي تُوجت بتوقيع اتفاق السلام الشامل بين الأطراف المتصارعة.

رحيل رجل السلام

تميّز الراحل بسلوكه الهادئ والتزامه العميق بالسلام، وهو ما أكسبه احترامًا واسعًا داخل جنوب السودان وخارجه. وقد كان له دور كبير في التهدئة وتقديم رؤى توافقية ساهمت في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الجنوبيين، ما جعله يحظى بثقة الأطراف المحلية والدولية خلال فترات التفاوض.

مسيرة حافلة في الحكومة والمعارضة

قبل انخراطه في صفوف المعارضة، شغل الدكتور هنري أودوار منصب وزير التعدين، حيث عُرف بإدارته الرصينة للقطاع وإيمانه بضرورة استغلال موارد البلاد لخدمة المواطن. وقد انضم لاحقًا إلى الحركة الشعبية لتحرير السودان – المعارضة، ليُصبح نائبًا لرئيسها، ما جعله من الأسماء القيادية المؤثرة في مسيرة التنظيم.

رحيله يُخلّف فراغًا سياسيًا وأخلاقيًا

وفاة الدكتور أودوار تُعد خسارة كبيرة ليس فقط للحركة الشعبية – المعارضة، وإنما للمشهد السياسي في جنوب السودان بأسره، حيث يُجمع المراقبون على أن الراحل كان من الأصوات المعتدلة والمُؤمنة بالتسويات السياسية كسبيل لإنهاء الصراعات.

جنازة لم تُعلن تفاصيلها بعد

حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُعلن أسرة الفقيد أو قيادة الحركة الشعبية – المعارضة تفاصيل تشييع جثمانه أو موعد مراسم وداعه الأخيرة، إلا أن مصادر مقربة أشارت إلى إمكانية تنظيم مراسم وداع رسمية وشعبية تكريمًا لمكانته الوطنية.