بينها الخرطوم.. تحرك عاجل بشأن الألغام في هذه الولايات

متابعات- نبض السودان

أطلقت منظمتا الوحدات الوطنية لمكافحة الألغام والتنمية وأصدقاء السلام والتنمية، مشروعًا قوميًا لإزالة الألغام والزخائر غير المنفجرة في خمس ولايات سودانية، من بينها ولاية الخرطوم، وذلك بتمويل من المركز القومي لمكافحة الألغام، في إطار الجهود الوطنية لحماية المدنيين من مخلفات الحرب.

المشروع ينطلق من الأبيض ويشمل خمس ولايات

انطلق المشروع فعليًا من ولاية شمال كردفان بمدينة الأبيض، حيث بدأ تنفيذ الحملات التوعوية والإرشادية، ويشمل المشروع الخرطوم، الجزيرة، سنار، النيل الأبيض وشمال كردفان، في إطار خطة وطنية متكاملة تهدف إلى تطهير الأراضي من الألغام وبقايا الذخائر، والتوعية بمخاطرها على السكان.

وأكد القائمون على المشروع أن التركيز ينصب حاليًا على المناطق المأهولة بالسكان، خصوصًا في محيط معسكرات النازحين والمواقع التي كانت مسرحًا للاشتباكات خلال السنوات الماضية.

حملات توعية مكثفة بمخاطر الأجسام الغريبة

وأوضح الأستاذ أبو القاسم عبد الله محمد، مشرف فريق إزالة الألغام الزائر لولاية النيل الأبيض، في تصريح لوكالة السودان للأنباء (سونا)، أن المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى توعية المواطنين بخطورة الألغام والمخلفات الحربية، وتوجيههم نحو التبليغ الفوري عن أي جسم مشبوه أو غريب، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تسهم بشكل كبير في تقليص الإصابات وحماية الأرواح، خاصة الأطفال الذين يُعدّون الأكثر عرضة لمخاطر المتفجرات بسبب فضولهم وعدم إدراكهم لخطورتها.

وأضاف أن المشروع يشمل جميع محليات ولاية النيل الأبيض، وسط تفاعل كبير من السكان المحليين وتعاون ملحوظ من السلطات الرسمية، مؤكدًا أن التوعية المجتمعية تُعد أداة فعالة في الحد من حوادث الألغام.

رقم موحد للتبليغ عن الأجسام المشبوهة

ودعا أبو القاسم المواطنين إلى التبليغ الفوري حال العثور على أي جسم غريب أو مشبوه عبر الرقم المجاني الموحد 60666، موجهًا نداءً لكافة الأهالي بعدم الاقتراب من أي أجسام مجهولة والاحتفاظ بمسافة آمنة عنها إلى حين وصول فرق المختصين.

الأطفال والنازحون الأكثر تأثرًا

وأشار مشرف الفريق إلى أن المشروع يضع أولوية كبرى لحماية فئتين على وجه التحديد: الأطفال ومعسكرات النازحين، نظرًا لتكرار الحوادث المؤلمة في صفوفهم نتيجة اللعب أو السكن في مناطق غير مطهرة بالكامل من بقايا الحرب.

ويُعد هذا المشروع خطوة هامة نحو دعم الاستقرار في الولايات السودانية المتأثرة بالحروب والنزاعات، حيث تسهم عمليات إزالة الألغام والتوعية بخطورتها في تقليل الخسائر البشرية وتهيئة المناخ للتنمية وإعادة الإعمار.

تعاون حكومي ومجتمعي لإنجاح المشروع

وأكدت المنظمتان القائمتان على المشروع أن التنفيذ يتم بالتعاون الكامل مع المركز القومي لمكافحة الألغام، والحكومات الولائية، ومنظمات المجتمع المدني المحلية، في إطار عمل تشاركي يعزز فعالية الحملات ويضمن الوصول إلى أكبر عدد من المواطنين في المناطق المستهدفة.