اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣ أيلول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، يكتظ سوق الحلويات الشعبية في الخرطوم والمدن الكبرى بالسودان بالألوان والروائح التي تثير الذكريات والحنين، إلا أن هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة، حيث يختلط فرح الاحتفال بمرارة الحرب المستمرة والصراع الذي يشهده البلاد منذ أشهر.
في الأسواق، تنتشر أكشاك 'حلويات المولد' التقليدية مثل المهلبية، الكعك، الحلوى المحشوة بالفستق، والقطائف، بينما يكابد التجار والباعة صعوبات جمة تتعلق بنقص المواد الأولية وارتفاع أسعار السكر والدقيق والزيوت، ما جعل بعض الحلويات باهظة الثمن مقارنة بالسنوات الماضية.
سكان الخرطوم بين الاحتفال والقلق
ويشير خبراء اجتماعيون إلى أن حلويات المولد تمثل بالنسبة للكثيرين فرصة للحفاظ على الروابط الأسرية والتقاليد الثقافية، فهي تجمع العائلات والأصدقاء، وتذكرهم بأيام أكثر استقرارًا، رغم التحديات الحالية التي تواجه البلاد.
تحديات الحرب وتأثيرها على السوق
لم يكن هذا المذاق المحبب بعيدًا عن الواقع الاقتصادي المؤلم، حيث أدى استمرار الحرب إلى تعطيل حركة الإنتاج ونقل المواد الخام، ما انعكس على الأسعار. وقد سجلت بعض المحال ارتفاعًا في تكلفة الكيلو الواحد من الحلوى التقليدية بنسبة 30 إلى 50% مقارنة بالعام الماضي، وهو ما يزيد العبء على الأسر ذات الدخل المحدود.
كما أثر النزاع على توزع الأسواق، إذ أن مناطق الاشتباكات شهدت نقصًا شديدًا في المعروض، واضطر بعض الأهالي للبحث عن بدائل محلية أو الاقتصار على الكميات الصغيرة، بينما لجأ التجار في مناطق أكثر أمانًا إلى توفير الحلويات بأسعار مرتفعة لتغطية التكاليف الإضافية.
رسائل اجتماعية وثقافية
تحمل هذه الأوقات رسالة مهمة للمجتمع السوداني، مفادها أهمية التمسك بالتقاليد والهوية الثقافية حتى في أصعب الظروف. فالحلوى ليست مجرد طعم أو سعر، بل هي رمز للأمل والذكريات المشتركة التي توحد الناس، وتخلق لحظات من الفرح وسط الفوضى.
وفي ظل استمرار الصراع، يرى المحللون أن الاحتفال بالمولد مع الحلويات التقليدية يعد مؤشراً على صمود المجتمع السوداني، وإصراره على الحفاظ على تراثه وموروثه الثقافي رغم الظروف القاسية.