اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٤ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور جديد يكشف عمق الخلافات داخل تحالف 'صمود'، أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي، تعليق مشاركتها رسميًا في الأجهزة التنفيذية العليا للتحالف الذي يقوده رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، والذي تأسس مؤخرًا بديلاً عن تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية 'تقدم'.
أزمة جديدة تهز تحالف 'صمود' الوليد
التيار الثوري، بقيادة السياسي البارز ياسر عرمان، بعث برسالة حادة إلى قيادة 'صمود'، مشيرًا إلى أن الأزمة الحالية ما هي إلا امتداد للأزمة السياسية التي ضربت 'تقدم' سابقًا، مؤكدًا أن ذات النهج والصراعات قد انتقلت إلى الكيان الجديد دون أي تغيير في طبيعة العمل أو آلياته.
واتهمت الرسالة قيادة التحالف بتضييق دائرة اتخاذ القرار، وتحويل 'صمود' إلى منصة مغلقة تُدار بعيدًا عن التوافق والشفافية، وهو ما اعتبره التيار خطأً استراتيجياً يُهدد مصداقية التحالف ككل.
خلاف حول تمثيل المهنيين ومنصب نائب الرئيس
الخلافات لم تتوقف عند حدود التنظيم والإدارة، بل تفجرت بشكل واضح حول تمثيل 'تجمع المهنيين السودانيين'، الذي يطالب بمنصب نائب رئيس التحالف، وهو الطلب الذي قوبل برفض صريح من العديد من القوى المكونة لـ'صمود'، مما عمّق الانقسام داخل الهيكل القيادي.
تعليق المشاركة التنفيذية.. استمرار في القيادة
الأمين العام للحركة الشعبية – التيار الثوري، الرضي ضوء البيت أدم، أوضح أن قرارهم لا يعني الانسحاب الكلي من التحالف، بل سيكتفون بالمشاركة في هيئة القيادة العليا فقط، مبررًا ذلك بأنه لإتاحة مزيد من الوقت والفرص أمام الحوار السياسي.
وأضاف أن التنظيم سيجمد عضويته في جميع الأجهزة التنفيذية واللجان المتخصصة داخل التحالف، معتبراً أن الاستمرار في المشاركة دون معالجة جوهرية للمشاكل التنظيمية والسياسية أمر غير مجدٍ.
دعوة لرؤية سياسية جديدة تركّز على المدنيين
الرضي ضوء البيت دعا إلى تبني رؤية سياسية جديدة تُعيد ترتيب الأولويات، وعلى رأسها حماية المدنيين في مناطق النزاع باعتبارها المدخل الأساسي والوحيد لحل الأزمة الوطنية. واعتبر أن أي عملية سياسية لا تنطلق من معالجة الكارثة الإنسانية، هي مجرد 'مساومات نخب' لا توقف الحرب ولا تنهي معاناة الشعب.
كما شدد على ضرورة بناء 'تحالف عضوي' حقيقي بين القوى المدنية المستقلة، بدلاً من الاستمرار في منطق التكتلات التقليدية التي تفشل دائمًا في استيعاب التنوع وإدارة الخلافات بشكل مؤسسي.
تحذير من تكرار فشل 'تقدم'
وفي لهجة نقدية لاذعة، أكد ضوء البيت أن التحالف الجديد يسير على ذات النهج الذي أسقط 'تقدم'، مشيرًا إلى أن زخم مؤتمر أديس أبابا التأسيسي السابق، الذي كان من المفترض أن يشكل انطلاقة حقيقية للقوى المدنية، قد تبخر بسبب غياب الرؤية الواضحة والموقف المبدئي من تحالفات قوى الحرب.
وأضاف أن استمرار الأزمة دون تغيير في منهج القيادة سيؤدي إلى عزلة سياسية وفقدان الثقة الشعبية مجددًا.
ضرورة حشد جبهة تضامن دولية
ودعا التيار الثوري إلى حشد أوسع جبهة من التضامن الإقليمي والدولي لدعم القضايا الإنسانية، والانحياز لمصالح المتضررين من النزاع، مشددًا على أن تقديم العملية السياسية على الكارثة الإنسانية هو خطأ فادح يُكرّس للمزيد من المعاناة.
مستقبل تحالف 'صمود' في مهب الريح
ويضع قرار التيار الثوري القيادة الحالية لتحالف 'صمود' في موقف حرج، خاصة وأنها لم تُكمل بعد إعادة ترتيب هيكلها التنفيذي، في وقت تتزايد فيه الضغوط الداخلية والخارجية لإنهاء حالة الانقسام في معسكر القوى المدنية.
ولا يُستبعد أن يؤدي هذا التعليق إلى انسحابات أو مواقف مماثلة من قوى مدنية أخرى إذا استمرت حالة الجمود والانغلاق.