اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٣ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يُعتبر الكبد أحد أهم الأعضاء الحيوية في جسم الإنسان، إذ يقوم بتنقية الدم من السموم، وإنتاج البروتينات اللازمة لتخثر الدم، وتحويل الغذاء إلى طاقة. لكن هذا العضو الحيوي مهدد بالتلف بفعل عوامل عديدة، أبرزها السمنة، داء السكري من النوع الثاني، قلة النشاط البدني، الإفراط في تناول الكحول، الأنظمة الغذائية غير الصحية، إضافة إلى بعض الأمراض والفيروسات.
في هذا السياق، كشف البروفسور باتريك كينيدي، استشاري أمراض الكبد والجهاز الهضمي في بريطانيا، لصحيفة «التلغراف» عن مجموعة من العادات اليومية البسيطة التي يمكن أن تشكل حماية فعّالة للكبد.
وأكد كينيدي أن شرب القهوة بانتظام يعد من أبرز هذه العادات، حيث أوضح أن تناول ثلاثة إلى أربعة أكواب يومياً يعمل كمضاد قوي للتليف، ويُقلل من تكوّن الأنسجة الندبية التي تضر بوظائف الكبد. وأثبتت دراسات حديثة أن منح مرضى التليف الكبدي نحو 400 ملغ من الكافيين يومياً، ما يعادل أربعة أكواب من القهوة، يُحسن وظائف الكبد لديهم بشكل ملحوظ. كما أظهرت مراجعة علمية أجرتها مؤسسة الكبد البريطانية أن شرب القهوة، حتى منزوعة الكافيين، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الكبد.
زيت الزيتون بدلاً من الزبدة
سلّط كينيدي الضوء على دور النظام الغذائي في صحة الكبد، مشيراً إلى أن استبدال الزبدة بزيت الزيتون البكر الممتاز يُعد خطوة مهمة. فزيت الزيتون غني بمضادات الأكسدة ومضاد قوي للالتهابات، كما يساعد على تقليل تراكم الدهون داخل الكبد، في حين أن الزبدة قد تزيد من تركيز الدهون وتسبب الالتهابات.
تقليل استهلاك السكر
وأشار كينيدي إلى أن الكبد يُحوّل السكر الزائد إلى دهون، ما يزيد من خطر الإصابة بمرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي (MASLD). ومع مرور الوقت، يؤدي هذا التراكم إلى تلف خلايا الكبد. لذلك، فإن خفض استهلاك السكر في النظام الغذائي يعد خطوة وقائية أساسية للحفاظ على صحة الكبد.
الرياضة.. سلاح فعّال ضد أمراض الكبد
وحول دور النشاط البدني، شدد كينيدي على أن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساهم بشكل كبير في تقليل تراكم الدهون بالكبد وتحسين الصحة الأيضية، فضلاً عن تقليل مستويات الالتهاب.
وأوضح أن خسارة الوزن بنسبة تتراوح بين 5 و10% لدى المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد، تُحدث فارقاً ملموساً، حيث تنخفض مؤشرات الالتهاب والدهون الزائدة. وأوصى بأهمية ممارسة الرياضة بمختلف أنواعها، سواء رفع الأثقال، ركوب الدراجة، أو الجري، وحتى المشي البسيط، الذي يمكن أن يكون بديلاً فعالاً. وأكد أن دراسة أُجريت عام 2021 أثبتت أن المشي لأكثر من 2500 خطوة يومياً يقلل من احتمالية الإصابة بأمراض الكبد بنسبة 38%.
من القهوة إلى زيت الزيتون، ومن تقليل السكر إلى ممارسة التمارين الرياضية، يبرز أن الحفاظ على صحة الكبد لا يتطلب سوى تغييرات يومية بسيطة لكنها ذات تأثير عميق وطويل الأمد. فالوقاية تبدأ من عاداتنا اليومية، والكبد السليم هو أساس صحة الجسم بأكمله.