اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
نيالا- نبض السودان
شهدت مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور تطورات صحية مقلقة، وسط شكاوى متصاعدة من مواطنين عن تفشي إسهالات غامضة وندرة حادة في المحاليل الوريدية، بالتزامن مع ارتفاع كبير في أسعارها، في وقت تعاني فيه المدينة من اضطرابات في الإمدادات الدوائية بسبب الأمطار.
أزمة في محلول الملح وندرة بالصيدليات
أكد المواطن حسين علي في حديثه أن الأزمة الصحية اشتدت بسبب الندرة المتزايدة في المحاليل الوريدية، خاصة محلول الملح 'درب الملح' الذي يُستخدم بصورة أساسية لمرضى غسيل الكلى.
وأشار إلى أن سعر درب الملح ارتفع بشكل صادم من 4 آلاف جنيه إلى 8 آلاف جنيه، بينما زاد محلول البندول من 3,500 جنيه إلى 5 آلاف جنيه، مشددًا على أن هذه المحاليل لم تعد متوفرة إلا في عدد محدود من الصيدليات، بحسب دارفور24.
مرضى الكلى في خطر حقيقي
من جانبه، أطلق الصيدلي نزار إبراهيم تحذيرًا من تفاقم الأوضاع، مشيرًا إلى أن انعدام بعض أدوية الملاريا والمحاليل الوريدية يُعد كارثة بالنسبة للمرضى، وخاصة مرضى الكلى الذين يحتاجون إلى كميات ضخمة من درب الملح في كل جلسة غسيل.
وأوضح أن المريض الواحد قد يستهلك نحو 20 درب ملح في كل غسلة، مشيرًا إلى أن نقص هذه المحاليل يشكل خطرًا مباشرًا على حياة المصابين.
التفضيل للدواء القادم من الدبة رغم ضعف الوارد
وقال نزار إنهم في ظل هذا الوضع يفضلون الدواء القادم من مدينة الدبة في الولاية الشمالية رغم ضعف الإمدادات، بسبب جودته وفعاليته العالية مقارنة بالأدوية والمستهلكات الطبية القادمة من مناطق أخرى، والتي غالبًا ما تكون غير مطابقة للمواصفات وتتعرض لتلف بسبب سوء ظروف التخزين والنقل.
تفشي الإسهالات الغامضة وجرثومة المعدة
وفي تطور مقلق آخر، كشف مصدر طبي عن تفشي حالات إسهال غامضة في المدينة، حيث تستقبل المرافق الطبية بين 10 إلى 15 حالة يوميًا منذ الأسبوع الماضي.
وأوضح المصدر أن أعراض المرض تبدأ بآلام في فم المعدة، وعند إجراء الفحوصات تظهر الإصابة بجرثومة المعدة، ثم تتطور الحالة لاحقًا إلى إسهالات شديدة، ما يزيد الشكوك حول انتشار عدوى جديدة تتطلب تدخلاً عاجلاً من الجهات الصحية.
الكوليرا تضرب من جديد وسط عجز في الأدوية
وفي سياق متصل، سجلت مدينة نيالا انتشارًا واسعًا لحالات الكوليرا، ما زاد من الضغط على المنظومة الصحية التي تعاني أصلًا من ندرة الأدوية وارتفاع أسعارها.
ويأتي هذا التدهور في وقت تعطلت فيه حركة الشاحنات التي تنقل الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الأمطار الغزيرة، ما أدى إلى صعوبة كبيرة في إيصال الإمدادات الطبية إلى المدينة.
منظمة أطباء بلا حدود تتدخل
وتدير منظمة 'أطباء بلا حدود' مستشفى نيالا التعليمي وسط المدينة، حيث تعمل على توفير أدوية الطوارئ للمصابين، في محاولة لتخفيف آثار الأزمة التي تهدد الآلاف من سكان المدينة.
ويُشار إلى أن هذا التدخل، رغم أهميته، لا يزال محدودًا مقارنة بحجم الاحتياج المتزايد نتيجة تفشي الأمراض وندرة الموارد الطبية، وسط غياب الدعم الحكومي الكافي.