اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
يتوجه رئيس الوزراء السوداني، د. كامل إدريس، إلى العاصمة المصرية القاهرة يوم الإثنين المقبل، في أولى زياراته الخارجية منذ توليه المنصب في مايو الماضي، على رأس وفد رسمي يضم وزير الدولة بالخارجية السفير عمر صديق، في خطوة تُعدّ ذات دلالة سياسية عميقة تتجاوز حدود البروتوكول الدبلوماسي.
القاهرة أولاً.. لماذا؟
اختيار القاهرة كمحطة أولى ليس محض صدفة، بل يأتي في سياق إقليمي بالغ الحساسية، حيث تُعدّ مصر الداعم الأكبر لبقاء مؤسسات الدولة السودانية وفي مقدمتها الجيش، في مواجهة محاولات داخلية وخارجية لإعادة تشكيل السلطة عبر ترتيبات مدنية أو أممية لا تحظى بإجماع القوى الفاعلة على الأرض.
وتنظر القاهرة إلى السودان كـخط دفاع أول ضد اضطرابات القرن الأفريقي، بما فيها النزاعات في حوض النيل والبحر الأحمر، والملف الفلسطيني الإسرائيلي، ما يجعل التنسيق مع الخرطوم أولوية أمن قومي لا تقبل المجازفة.
أزمات الداخل السوداني تلقي بظلالها
تأتي زيارة إدريس وسط تحديات سياسية معقّدة داخل حكومته الوليدة، التي عُرفت إعلاميًا بـ'حكومة الأمل'. إذ واجه إدريس صدامًا مبكرًا مع أطراف اتفاق جوبا، بسبب رفضه القاطع لتعيين شخصيات من الحركات المسلحة في وزارات سيادية كوزارة المالية والمعادن.
وكاد الخلاف أن يُفجّر أزمة داخل التحالف الحكومي لولا تدخل مباشر من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي أيّد في النهاية مقاربة إدريس بإبعاد من وصفهم بـ'أمراء الحروب' عن مفاصل الدولة الحيوية.
اللاجئون والطلبة.. ملفات إنسانية على الطاولة
من أبرز الملفات المتوقع أن تُطرح خلال الزيارة، قضية اللاجئين السودانيين في مصر، الذين تتجاوز أعدادهم مئات الآلاف بين طلبة وأسر فرّوا من جحيم الحرب، ويواجهون واقعًا معيشًا صعبًا في ظل الضغوط الاقتصادية على الدولة المصرية.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن ملف العودة الطوعية للسودانيين سيكون مطروحًا للنقاش، خاصة في ضوء مبادرات مقدّمة من منظومة الصناعات الدفاعية السودانية بالتنسيق مع السلطات المصرية، تهدف إلى توفير ممرات آمنة للعودة، ودعم العائدين في المناطق الأقل خطرًا.
شراكة في ظل العواصف
يتوقع مراقبون أن تسفر الزيارة عن تفاهمات أمنية واقتصادية، قد تشمل التعاون في تأمين الحدود، مكافحة الإرهاب، ومواجهة شبكات الاتجار بالبشر التي تنشط على امتداد الحدود المشتركة، فضلًا عن تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والتعدين.
وفي الوقت الذي تعاني فيه الحكومة السودانية من ضغوط دولية لإجراء تسوية شاملة مع المكونات المدنية، يرى البعض أن زيارة إدريس إلى مصر تُشكل محاولة للحصول على غطاء إقليمي يعزز موقفه التفاوضي أمام المحاور الدولية.