اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
شهدت مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور تصعيدًا خطيرًا في العمليات العسكرية، بعد أن تعرضت خلال يومي الخميس والجمعة لقصف مدفعي مكثف نفذته المليشيا المتمردة، مما أسفر عن إصابة 34 مدنيًا بينهم نساء وأطفال، وفقًا لما أكدته مصادر ميدانية وشهود عيان.
قصف بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة
وأفادت المصادر أن المليشيا استخدمت في الهجوم مزيجًا من الأسلحة الثقيلة والمتطورة، شملت مدافع الهاون والراجمة C5 والدبابة المجنزرة T55 إلى جانب المسيرات الانتحارية، مستهدفة بذلك عدة محاور في المدينة، أبرزها المحور الجنوبي والشمال الشرقي والشمالي، فضلًا عن السوق المركزي والمناطق السكنية المكتظة.
وأشار الشهود إلى أن القصف لم يفرّق بين الأهداف العسكرية والمدنية، حيث سقطت القذائف بشكل مباشر على منازل المواطنين وأماكن تجمعات النازحين ومقرات تكايا الفاشر، مما تسبب في وقوع عدد كبير من الإصابات وتدمير ممتلكات واسعة.
استهداف مباشر لمقرات الأمم المتحدة
وأكدت المصادر أن إحدى القذائف سقطت بالقرب من مقر بعثة اليوناميد السابق، مما أثار حالة من الهلع وسط السكان، خاصة بعد أن تصاعدت أعمدة الدخان من مواقع متعددة داخل المدينة، في وقت هرعت فيه فرق الإسعاف والمتطوعون لنقل الجرحى إلى المستشفيات والمراكز الطبية التي تعمل بإمكانات محدودة.
أوضاع إنسانية متدهورة واستنفار طبي
وأفاد شهود عيان أن مستشفى الفاشر التعليمي استقبل معظم المصابين، بينهم أطفال في حالات حرجة، فيما أطلقت السلطات المحلية نداءات استغاثة للمنظمات الإنسانية لتقديم الدعم الطبي العاجل.
وأكدت مصادر طبية أن القصف العشوائي للمليشيا أدى إلى تزايد الإصابات وسط المدنيين خلال الأيام الأخيرة، محذّرة من تدهور الوضع الصحي في ظل نقص الأدوية والمستلزمات العلاجية.
المدينة تحت نيران مستمرة
وقال أحد السكان إن القصف استمر لساعات متقطعة منذ مساء الخميس وحتى مساء الجمعة، مما أجبر مئات العائلات على النزوح نحو الأطراف الغربية من المدينة بحثًا عن ملاذ آمن. وأوضح أن بعض القذائف سقطت داخل الأسواق والمحال التجارية، متسببة في حرائق واسعة وأضرار اقتصادية كبيرة.
وأضاف أن المليشيا كثّفت هجماتها على المدينة في محاولة للسيطرة على المحاور الجنوبية، في وقت تواصل فيه القوات المسلحة السودانية صدّ الهجمات وإحباط محاولات التوغل داخل الأحياء السكنية.
دعوات لتدخل دولي عاجل
وطالب ناشطون ومنظمات محلية المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف استهداف المدنيين بمدينة الفاشر، مؤكدين أن استمرار القصف يهدد بكارثة إنسانية وشيكة، لاسيما مع تزايد أعداد النازحين ونقص الإمدادات الغذائية والطبية.
تصاعد التوتر في شمال دارفور
وتشهد ولاية شمال دارفور منذ أسابيع تصاعدًا في حدة المواجهات بين القوات الحكومية والمليشيا المتمردة، وسط اتهامات متبادلة بخرق الهدنة الإنسانية، فيما تواصل القوات المسلحة تعزيز مواقعها حول الفاشر تحسبًا لأي هجمات جديدة.
المدينة على حافة الانهيار الإنساني
وأكدت مصادر من منظمات الإغاثة العاملة في الإقليم أن الوضع الإنساني في الفاشر أصبح حرجًا للغاية، حيث يعاني آلاف المدنيين من نقص حاد في الغذاء والمياه والدواء، في ظل استمرار الحصار غير المعلن الذي تفرضه المليشيا على الطرق المؤدية إلى المدينة.
الفاشر بين القصف والأمل
ورغم المأساة المستمرة، يبدي سكان الفاشر صمودًا لافتًا في وجه الهجمات، حيث تبذل لجان المقاومة والمبادرات الأهلية جهودًا جبارة لتأمين الأحياء وإغاثة المتضررين، مؤكدين أن المدينة ستبقى صامدة رغم كل ما تتعرض له من دمار