طائرة بشعار مانشستر سيتي في مطار الخرطوم.. والمهمة: تجنيد المرتزقة؟

متابعات – نبض السودان

كشفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير موسّع نُشر يوم السبت، عن تفاصيل مثيرة تتعلّق برحلة غامضة لطائرة إماراتية تحمل شعار نادي مانشستر سيتي، هبطت في مطار الخرطوم قبيل اندلاع الحرب في السودان، في سياق ما وصفه التقرير باستخدام أدوات ناعمة مثل الرياضة والشركات المدنية كغطاء لعمليات عسكرية ولوجستية دقيقة.

شعار رياضي على طائرة في مهمة أمنية

ووفقًا للتقرير، توقفت طائرة إماراتية خاصة تحمل الهوية A6-BND وشعار نادي مانشستر سيتي – المملوك لمجموعة أبوظبي الاستثمارية – في القطاع العسكري بمطار الخرطوم، وعلى متنها وفد رسمي يقوده مستشار الأمن الوطني الإماراتي طحنون بن زايد.

وأكدت الصحيفة أن الزيارة لم تكن رياضية أو مدنية الطابع، بل جاءت في إطار تنسيق مباشر مع قادة قوات الدعم السريع السودانية (RSF)، في محاولة لاستقطاب مرتزقة سودانيين بهدف إرسالهم للقتال إلى جانب قوات خليفة حفتر في ليبيا.

دعم لوجستي وجوي لحفتر عبر السودان

وسلّط التقرير الضوء على سلسلة عمليات إماراتية لدعم حفتر، بين عامي 2019 و2020، شملت:

تنفيذ أكثر من 850 غارة بطائرات مسيّرة

تنفيذ 170 غارة جوية بطائرات حربية إماراتية

نقل الأسلحة والمقاتلين عبر شركات إماراتية مثل Lancaster 6 DMCC وOpus Capital

وأضاف التقرير أن الإمارات زوّدت حفتر بطائرات Wing Loong الصينية المسيّرة، والتي استُخدمت لضرب أهداف مدنية شملت مدارس ومستشفيات، وهو ما وُثّق لاحقًا بمشاهد مقابر جماعية في ترهونة، تعود لضحايا تلك العمليات.

حميدتي ودوره في شبكة المرتزقة

بحسب الصحيفة، جرى تنسيق مباشر بين الإمارات وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لتسهيل عمليات نقل المقاتلين السودانيين عبر الدعم المالي واللوجستي، ضمن خطة توسع نفوذ أبوظبي في ساحات النزاع الإقليمي.

الرياضة كستار ناعم لتحركات صلبة

وخلص التقرير إلى أن استخدام شعار مانشستر سيتي على الطائرة لم يكن محض صدفة، بل جاء ضمن إستراتيجية 'غسيل الصورة' التي تنتهجها الإمارات، عبر استثمار واجهات مدنية مثل الرياضة والشركات العالمية، لتغطية تحركات عسكرية وأمنية حساسة.

قلق دولي متزايد بشأن الدور الإماراتي

واختتمت نيويورك تايمز تقريرها بالتأكيد على أن هذا النموذج يؤشر إلى اندماج بين الرياضة والسياسة، ويدفع نحو تساؤلات دولية حول حقيقة دور الإمارات في زعزعة الاستقرار الإقليمي، رغم محاولاتها الترويج لواجهة مدنية و'تقدمية' لسياساتها الخارجية.