اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
قطع محافظ بنك السودان المركزي برعي الصديق الطريق أمام ما تروجه مليشيا الدعم السريع وما تُسمى بـ“حكومة تأسيس” بشأن إصدار عملة جديدة في مدينة نيالا، مؤكداً أن الفكرة مستحيلة التنفيذ تمامًا من الناحية القانونية والفنية والاقتصادية.
“لا وجود لعملة موازية في السودان”
وخلال مقابلة بثتها قناة “تي آر تي” التركية، سخر المحافظ من تصريحات المليشيا، مؤكدًا أن “هذا الحديث انتهى بانتهاء اجتماعات نيروبي”، مشيرًا إلى أن المجموعة المتمردة تفتقر إلى أي غطاء قانوني أو بنية مصرفية مؤهلة تمكنها من إصدار أو إدارة عملة داخل السودان.
وشدد برعي الصديق على أن البلاد تملك عملة واحدة فقط، ولا توجد أي عملة موازية أو انقسام نقدي كما يُشاع، واصفًا تلك المزاعم بأنها محاولات تضليلية يروج لها معارضو الخارج لخلق بلبلة اقتصادية.
الحرب تآكلت من الاقتصاد الوطني
وتحدث محافظ البنك المركزي بوضوح عن الآثار الكارثية للحرب على الاقتصاد السوداني، كاشفًا أنها أدت إلى تآكل أكثر من 20% من رأس المال القومي، وتسببت في تدمير البنية التحتية والثروات الوطنية التي راكمها السودانيون عبر مئات السنين.
وأكد أن البنك المركزي يواصل أداء مهامه رغم الظروف الاستثنائية، ونجح خلال فترة وجيزة في إعادة تشغيل القطاع المصرفي وضمان استمرار الإمداد بالسلع الاستراتيجية دون التأثير السلبي على سعر الصرف المحلي.
نجاح البنك المركزي في الحفاظ على التوازن الاقتصادي
وأوضح برعي أن إدارة البنك المركزي استطاعت بالتعاون مع مؤسسات الدولة تحقيق توازن دقيق بين التدخل لدعم الاقتصاد واستقرار المؤشرات المالية العامة، مؤكدًا أن هذه الجهود منعت الاقتصاد السوداني من الانهيار الكامل.
وكشف عن أن البنك تمكن من إعادة إنتاج العملة الوطنية في الخارج بمواصفات تأمينية عالية الجودة، إلى جانب إدخال جزء كبير من الكتلة النقدية داخل الجهاز المصرفي، مما ساهم في تعزيز الثقة بالعملة الوطنية واستقرار الأسواق النقدية.
استعدادات للمشاركة في مؤتمر البنوك المركزية بإسطنبول
وأعلن محافظ بنك السودان أنه يستعد لعقد لقاءات مهمة مع نظرائه من الدول العربية والإسلامية على هامش دورة البنوك المركزية العربية المقرر انعقادها في إسطنبول في السابع والعشرين من أكتوبر الجاري، لبحث سبل التعاون الاقتصادي والنقدي.
وأشار إلى أن الحرب تفرض تحديات مالية معقدة على السودان، وأن دور البنوك المركزية اليوم يتجاوز وظيفتها التقليدية إلى تقديم الإسناد المالي ودعم الاستقرار الكلي للاقتصاد الوطني.
تعاون عربي وإسلامي لمواجهة المخاطر الاقتصادية
وأكد برعي الصديق أن العالم العربي والإسلامي يشهد تحولات اقتصادية كبيرة تتطلب توثيق التعاون البيني بين الدول الإسلامية لمجابهة التحديات المشتركة، موضحًا أن الاجتماعات المقبلة ستناقش ملفات مثل الأمن السيبراني المالي، التفكك التجاري، والمخاطر الجيوسياسية، إضافة إلى ملفات الأمن الغذائي ومحاربة الفقر التي تشكل أولوية قصوى في جدول أعمال منظمة التعاون الإسلامي.
نحو استقلال مالي وتكامل اقتصادي
وشدد المحافظ على أهمية إدخال العملات المحلية في منظومة الدفع المالي للتجارة العابرة للحدود بين الدول العربية والإسلامية، معتبرًا أن ذلك سيسهم في تقليل الاعتماد على العملات الأجنبية وتخفيض الكلفة، كما يعزز استقلالية الأنظمة المالية عن النظام المالي العالمي الذي يشهد اضطرابات وتحالفات اقتصادية متغيرة.
وأشار إلى أن السودان يتبنى نهجًا جديدًا يقوم على تنويع علاقاته المالية والدخول في تكتلات اقتصادية إقليمية من شأنها دعم الاقتصاد المحلي وتحصينه من المخاطر الدولية.
رسالة حاسمة إلى المليشيا
وختم محافظ بنك السودان تصريحه برسالة حاسمة، مفادها أن العملة الوطنية رمز للسيادة ولا يمكن لأي جهة غير شرعية العبث بها أو إصدار بدائل عنها، مؤكدًا أن كل محاولات المليشيا لخلق نظام نقدي موازٍ مصيرها الفشل الذريع، لأن الاقتصاد الوطني سيبقى موحدًا تحت سلطة الدولة الشرعية فقط.