بعد عام من التوقف.. مستشفى أم درمان يعود للحياة بـ300 عملية في 10 أيام

متابعات – نبض السودان

في خطوة وُصفت بالمهمة على صعيد دعم القطاع الصحي السوداني المتأزم، أعلن مستشفى أم درمان التعليمي عن إجراء 300 عملية جراحية خلال عشرة أيام فقط، وذلك بعد تلقيه دعماً طبياً مقدماً من المملكة العربية السعودية، عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

ويُعد هذا الإنجاز هو الأول من نوعه منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، والتي أدت إلى انهيار جزئي للخدمات الصحية وتوقف معظم العمليات الجراحية في مستشفيات العاصمة الخرطوم الكبرى.

تفاصيل الدعم ومجالاته

شمل الدعم المقدم للمستشفى معدات جراحية حديثة، وأدوية، ومستهلكات طبية، وأجهزة تعقيم وتشغيل غرف العمليات، إلى جانب إعادة تأهيل البنية الأساسية لبعض الأقسام الحيوية، مثل قسم العمليات والعناية المكثفة والطوارئ.

وأوضح مدير مستشفى أم درمان أن الدعم السعودي ساهم بشكل مباشر في إعادة تشغيل غرف العمليات، وتمكين الفرق الطبية من استئناف العمل، ما أدى إلى تقليص قوائم الانتظار لعدد كبير من المرضى الذين كانت حالتهم الصحية تتدهور بسبب غياب الخدمات الجراحية.

جهود سعودية متواصلة لدعم القطاع الصحي

يأتي هذا التحرك ضمن مبادرات مركز الملك سلمان للإغاثة لدعم الشعب السوداني في مواجهة التحديات الإنسانية المتفاقمة جراء الحرب، حيث سبق أن قدم شحنات من الأدوية والمستلزمات الطبية لعدة ولايات، إلى جانب مساهمات في دعم مراكز الأمومة والطفولة والتغذية.

وثمّن مسؤولون في وزارة الصحة السودانية هذه الخطوة، مؤكدين أن استئناف العمليات الجراحية في مستشفى أم درمان يمثل بارقة أمل لإعادة الحياة للقطاع الصحي تدريجياً، في ظل تزايد الحاجة إلى التدخلات الخارجية العاجلة.

معاناة مستمرة.. ولكن الأمل قائم

ورغم هذا التطور الإيجابي، إلا أن القطاع الصحي لا يزال يواجه نقصاً حاداً في الكوادر الطبية والمستلزمات والمرافق التشغيلية، خاصة في ولايات النزاع والمناطق الطرفية التي تفتقر لأبسط الخدمات. كما أن المستشفيات التي ما زالت تعمل تعاني من ضغط هائل بسبب كثرة الإصابات المرتبطة بالنزاع وانتشار الأمراض الموسمية.

ويرى مراقبون أن مثل هذه المبادرات الدولية يجب أن تكون جزءاً من خطة شاملة لإعادة بناء القطاع الصحي السوداني، تشمل التدريب، التأهيل، وتوفير الحماية للمرافق الصحية والكوادر العاملة فيها.