اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ أيار ٢٠٢٥
_*(1)*_ *ميدانياً.. انتصار الجيش وهزيمة الغرور*
▪️منذ إعلان الجيش السوداني تحرير مناطق صالحة والجموعية وخلو ولاية الخرطوم من ميليشيات التمرد، والمشهد السوداني يعيش لحظة مفصلية في مسار الحرب. لم تكن تلك لحظة عسكرية فحسب، بل لحظة سقوط كامل لمشروع التمرد، وفشل ذريع لحلم 'التمكين بالخراب'. فيديوهات الانهيار والبكاء التي تداولها الناس لقادة التمرد، أمثال 'بقال' و'قجة'، لم تكن مجرد لحظات عاطفية عابرة، بل كانت تسجيلًا مباشرًا لسقوط الغرور، وإفلاس مشروع لم يكن يملك لا عقيدة ولا أفق.
▪️هذه الفيديوهات – التي أظهرت حالة الانهيار النفسي والتخوين والاتهامات داخل صفوف الميليشيا – كشفت أن التمرد لم يكن صلبًا يومًا، بل كان يقوم على مظهر القوة الزائف والدعم الخارجي. فحين اختبروا نار الجيش السوداني، تهاووا كأوراق الخريف، وانهارت سرديتهم الإعلامية التي ملأت الفضاء بالأكاذيب.
_*(2)*_ *_معركة الوعي.. حيث تكون الهزيمة أقسى_*
▪️ربما لا تقل الهزيمة المعنوية التي مُنيت بها الميليشيا قسوة عن الهزيمة الميدانية. إذ أن انفراط عقدهم النفسي وارتباكهم الداخلي يؤكد أن التمرد لم يكن يمتلك بنية صلبة يمكنها الصمود. رأينا كيف تحوّل 'بقال' من مدّعٍ لحكم الخرطوم إلى شخصية حزينة متهكمة على الخراب، وكيف ظهر 'قجة' يصرخ وينتحب بعد أن كان يهدد ويتوعد.
▪️انهيارهم لم يكن مفاجئًا، بل كان نتيجة متراكمة لتحرير سنار ثم الجزيرة، وقبل ذلك سوبا، وجاء تحرير الخرطوم في رمضان ليكون القاصمة التي أجهزت على بقايا المشروع، لتتوج النهايات بتحرير صالحة والجموعية.. وما أدراك ما صالحة والجموعية، فقد كانت آخر قلاع التمرد في العاصمة.
_*(3)*_ *_التمرد السياسي سقط أيضًا_*
▪️فشل ميليشيات التمرد لم يتوقف عند حدود السلاح، بل امتد إلى المسار السياسي. الحكومة السودانية نجحت في إحباط مشروع 'الحكومة الموازية' الذي كانت تسعى الميليشيا لتسويقه، وتمكنت عبر جهد دبلوماسي محكم من كشف حقيقة المشروع للداخل والخارج. سقطت الأقنعة، وظهر أن من يدّعون الوطنية ما هم إلا أذرع لمشروع مرتزق ينتهك الأرض والعِرض ويبيع السيادة مقابل سلطة من ورق.
https://www.facebook.com/share/p/1E6oq732VB/
▪️الميليشيا اليوم في تخوم بارا بولاية شمال كردفان، على أعتاب مصيرها المحتوم بالهلاك. الجيش، الذي حرر العاصمة، لا يكل ولا يمل، وسيواصل زحفه المبارك نحو تحرير كل شبر من تراب الوطن في دارفور وكردفان.
_*(4)*_ *_الإعلام الوطني.. جبهة النصر المعنوي والتصدي للخطر الخارجي_*
▪️لا يمكن قراءة هذا الانتصار بعيدًا عن الدور المتقدم للإعلام الوطني، الذي واكب المعارك، وفضح جرائم التمرد، ورفع منسوب الثقة وسط المجتمع السوداني. لقد تمكن الإعلام – رغم ضعف الإمكانيات – من استعادة زمام المبادرة، والتفوق على ماكينة التضليل التي تديرها الميليشيا من الخارج.
▪️كما أثبت الإعلام الوطني فاعلية عالية في التصدي للجبهة الإعلامية الخارجية التي ظلت تسعى لتشويه صورة السودان، وبث الإحباط، وتبرير التمرد. وتجلّى ذلك بشكل أوضح في فضح الدور الخطير الذي يلعبه الإعلام الخارجي الذي ينشط من الداخل السوداني، وهو الأكثر خطورة وتأثيرًا. إذ يتستر هذا الإعلام بلبوس محلي بينما يُدار بأجندات أجنبية، ويتبنى خطابًا تحريضيًا وتضليليًا يستهدف تماسك الجبهة الداخلية، ويطعن في مؤسسات الدولة، ويدس السم في الدسم تحت شعارات 'السلام' و'المدنية' و'حقوق الإنسان'.
▪️لقد استطاع الإعلام الوطني، في هذا السياق، أن يفضح هذه الأدوات ويعري خطورتها، وأن يقدم للرأي العام خطابًا وطنيًا واثقًا ومدروسًا، يستند إلى الوقائع لا إلى التضليل، وإلى المصلحة الوطنية لا إلى العمالة الممولة.
_*(5)* *الإعلام الوطني.. مطلوب منه جهد مضاعف في المرحلة القادمة*_
▪️ورغم هذا الأداء الإيجابي الذي يُشكر عليه الإعلام الوطني، إلا أن المرحلة المقبلة تستوجب منه جهدًا مضاعفًا وأكثر تركيزًا، فهي مرحلة جديدة تشهد تحولًا كبيرًا في شكل الدولة السياسي والتنفيذي، بدأت بتعيين رئيس وزراء جديد وسط ترقب لتشكيل حكومته القادمة.
▪️هذه الخطوة تُعد بداية لمسار حلحلة الأزمات المعقدة، ولا يمكن لهذا المسار أن يُكتب له النجاح دون اصطفاف وطني واسع. وهنا، يأتي الإعلام في صدارة الأدوات الفاعلة لتحقيق هذا الاصطفاف، بخطاب مسؤول وموحِّد يعزز الثقة بالمؤسسات، ويواجه الحملات الإعلامية المضادة بحكمة واحترافية. فالإعلام في هذه اللحظة هو جزء أصيل من معركة بناء الدولة واستعادة عافيتها.
*_خلاصــــة القـــول ومنتهــــاه_*
▪️انتصار الجيش في الخرطوم، ومعه الانهيار الكامل للميليشيا، يمثل محطة فاصلة في مسيرة استعادة الدولة السودانية. لقد سقط مشروع التمرد على أسوار العاصمة، ليس فقط بفعل الرصاص، بل بوعي الشعب، وتماسك المؤسسات، وصمود الإعلام.
▪️لكن النصر لا يكتمل إلا بترسيخ السلام، وتفكيك بؤر التمرد في بقية المناطق، ومواجهة الحملات الدعائية التي قد تعيد إنتاج الأزمة بثوب جديد. ولذا، فإن المرحلة القادمة هي معركة الدولة في مواجهة الفوضى، ومعركة المؤسسات في مواجهة المشاريع الموازية، ومعركة الإعلام في توحيد الصف الوطني ودعم مشروع بناء سودان ما بعد التمرد.