اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أعلنت غرفة طوارئ دار حمر في ولاية غرب كردفان، أن قوات الدعم السريع أقدمت على إغلاق جميع مصادر المياه الواقعة شرق مدينة النهود وحتى مدينة الخوي، ما أدى إلى شح حاد في المياه يهدد حياة السكان.
تحذيرات من تفشي الكوليرا وسط الأهالي
وأطلقت الغرفة عبر تدوينة نُشرت على صفحتها الرسمية في 'فيسبوك'، تحذيرًا عاجلًا من خطر تفشي وباء الكوليرا نتيجة هذا التصعيد، مشيرة إلى أن حرمان المواطنين من المياه في هذه الظروف المناخية الصعبة قد يؤدي إلى كارثة صحية وإنسانية وشيكة.
وأكدت الغرفة أن آلاف المواطنين معرضون للخطر المباشر بسبب انقطاع الإمدادات المائية، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، وانعدام البدائل الآمنة لمياه الشرب.
أزمة إنسانية تتفاقم غرب السودان
تأتي هذه التطورات في سياق تدهور الوضع الإنساني في غرب كردفان، وسط استمرار الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تعتمد المجتمعات المحلية في تلك المناطق بشكل أساسي على الآبار ومصادر المياه الجوفية، التي باتت اليوم تحت سيطرة القوات المتمردة.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن إغلاق الموارد المائية ترافق مع حالة نزوح داخلية محدودة في المناطق القريبة من الخط الرابط بين النهود والخوي، حيث تحاول الأسر التوجه إلى مواقع أقل تأثرًا بالجفاف.
صمت رسمي وتنديد شعبي
ورغم خطورة ما يجري، لم يصدر حتى الآن أي تعليق رسمي من الجهات الصحية أو الحكومة المركزية في بورتسودان بشأن الإجراءات العاجلة اللازمة لمواجهة هذا التهديد الصحي والبيئي.
وفي المقابل، تصاعدت ردود الفعل الشعبية الرافضة لما وصفته بـ'عقاب جماعي' تمارسه قوات الدعم السريع ضد المدنيين في دار حمر، وسط مطالبات بتدخل عاجل من المنظمات الدولية وهيئات الإغاثة لتوفير مياه شرب آمنة للمتضررين.
تصعيد ممنهج أم استراتيجية عسكرية؟
ويرى مراقبون أن هذا الإجراء قد لا يكون معزولًا، بل يأتي ضمن استراتيجية ممنهجة تنتهجها الدعم السريع للضغط على المجتمعات المحلية، خاصة في المناطق التي تبدي مقاومة لوجودها أو تدعم القوات المسلحة السودانية.
وكانت تقارير سابقة قد رصدت محاولات مشابهة لإغلاق الآبار في شمال كردفان ودارفور، ما يعزز المخاوف من أن المياه أصبحت أداة في الصراع العسكري الجاري، بدلًا من كونها موردًا إنسانيًا لا يجوز المساس به.