اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٨ حزيران ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
طالب الكاتب السعودي عبيد العايد بضرورة إنهاء ما وصفه بـ'الاحتكار المصري' لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، داعيًا إلى منح الفرصة لشخصيات عربية أخرى لتولي هذا المنصب القيادي العربي البارز، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لإعادة صياغة موازين القوى السياسية داخل الجامعة.
العايد يرشّح الجبير ويصفه بـ'الداهية والمتحدث اللبق'
في منشور نشره عبر منصة 'إكس'، قال الكاتب عبيد العايد: 'حان الوقت لخروج الأمانة العامة لجامعة الدول العربية من احتكار الخارجية المصرية'، مؤكدًا أن الوقت قد آن لأن يقود الجامعة أعلام العرب ودهاة السياسة، على حد وصفه.
ولم يتوقف العايد عند حدود النقد، بل رشّح وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير لتولي هذا المنصب، قائلًا: 'يستحق الداهية والمتحدث اللبق والقوي معالي وزير الدولة عادل الجبير أن يحظى بدعم السعوديين وكل العرب لرئاسة الأمانة العامة لجامعة الدول العربية'.
خلفيات تاريخية: مصر والقيادة التقليدية للجامعة
منذ تأسيس الجامعة العربية في عام 1945، حافظت مصر على موقع الصدارة في قيادتها، حيث تولى دبلوماسيون مصريون منصب الأمين العام دون انقطاع تقريبًا. وكان أول من شغل هذا المنصب هو عبد الرحمن عزام، تلاه عبد الخالق حسونة، ثم محمود رياض، فالشاذلي القليبي، وعمرو موسى، وأخيرًا نبيل العربي، ليخلفه أحمد أبو الغيط الذي تنتهي فترته الثانية والأخيرة قريبًا.
ويُعد هذا المنصب التنفيذي الأعلى في الجامعة، ورمزًا للقيادة السياسية والدبلوماسية في العالم العربي، وهو ما دفع بعض الأطراف إلى التشكيك في جدوى استمرار احتكار دولة واحدة له، على الرغم من التقدير الإقليمي لمكانة مصر الدبلوماسية.
السعودية تتقدّم.. هل نحن أمام معادلة جديدة في النظام العربي؟
الدعوة العلنية لترشيح مسؤول سعودي بارز مثل عادل الجبير، والذي يحظى بتاريخ طويل في الدبلوماسية الإقليمية والدولية، تفتح الباب أمام نقاش أوسع حول مبدأ تدوير المناصب القيادية داخل المنظمات العربية، وهو أمر طالما ظل في طي التجاهل أو المساومات المغلقة.
وتعكس هذه الدعوة تغيرًا ملحوظًا في المزاج السياسي السعودي الذي يبدو أكثر رغبة في الإمساك بمفاتيح التأثير داخل المؤسسات العربية، خاصة في ظل تزايد أدوار المملكة في ملفات إقليمية حساسة مثل اليمن وسوريا والسودان، وكذلك تحركاتها الاقتصادية الضخمة ضمن رؤية 2030.
قراءة في التوقيت.. لماذا الآن؟
جاءت تصريحات العايد قبل فترة وجيزة من انتهاء ولاية أحمد أبو الغيط، مما يعطي انطباعًا بأن هناك استعدادًا داخل بعض الدوائر الخليجية لإعادة النظر في موازين القوى داخل الجامعة العربية. كما أن المناخ السياسي العربي الراهن يشهد تحولات متسارعة تدفع بعدد من العواصم، وعلى رأسها الرياض، إلى البحث عن موطئ قدم أوسع في المؤسسات المشتركة.
عادل الجبير.. من واشنطن إلى قلب العروبة
عادل الجبير، الذي شغل منصب وزير الخارجية السعودي سابقًا، يتمتع بخبرة دبلوماسية عميقة في العلاقات الدولية، خاصة مع الولايات المتحدة، وبرز دائمًا في المؤتمرات واللقاءات الإعلامية كشخصية لبقة وقادرة على التعامل مع أصعب الملفات بحنكة. وهو ما قد يعزز من فرص ترشيحه – لو تم رسميًا – للحصول على دعم واسع داخل أروقة الجامعة.
الموقف المصري.. صمت رسمي وترقب حذر
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الخارجية المصرية أو الجامعة العربية بشأن تصريحات الكاتب السعودي، لكن مصادر دبلوماسية عربية لم تستبعد أن تؤدي هذه المطالبات إلى نقاش داخل الجامعة بشأن آلية اختيار الأمين العام في المرحلة المقبلة، مع ترجيح أن تتحفظ القاهرة على أي محاولة لزعزعة موقعها التقليدي في هذا المنصب.
صراع ناعم أم بداية لتفكيك المركزية؟
ما بين من يراه صراعًا ناعمًا على منصب بروتوكولي ومن يعتبره بداية لتفكيك المركزية التاريخية داخل المنظمات الإقليمية، تظل الدعوة السعودية حدثًا رمزيًا بالغ الدلالة. وهي دعوة مرشحة لإثارة موجات من الجدل داخل المجتمعات السياسية والإعلامية العربية في الأيام القادمة، خاصة إذا ما تحوّلت إلى موقف رسمي.
هل يقلب العرب الطاولة في الجامعة؟
مع اقتراب نهاية فترة أبو الغيط، تترقب العواصم العربية تطورات الملف، وإن كانت مصر لا تزال تملك شبكة نفوذ داخل أروقة الجامعة، فإن ضغطًا خليجيًا منظمًا قد يفضي إلى تغيير غير مسبوق، ربما يؤذن بمرحلة جديدة في مسيرة الجامعة العربية، أكثر توزعًا وأقل تركيزًا على دولة واحدة.