اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أعلن مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور، تأييده مشاركة حزب المؤتمر الوطني في الحوار السوداني – السوداني، مؤكداً أن الحزب جزء من المشهد السياسي ولا يمكن تجاهله في أي عملية سياسية قادمة، لكنه شدد في المقابل على رفضه القاطع لمشاركة مليشيا الدعم السريع في أي حوار لأنها – حسب قوله – 'تقاتل السودانيين الآن وترتكب جرائم حرب بحق المدنيين'.
تأييد للحوار.. ورفض للمليشيا
وقال مناوي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إن الحوار الوطني يجب أن يشمل كل القوى السياسية المدنية والعسكرية التي لم تتورط في جرائم ضد الشعب، موضحاً أن استبعاد المؤتمر الوطني من الحوار يعني إقصاء شريحة سياسية واسعة لا يمكن تجاوزها. وأضاف أن مشاركة الحزب ضرورية لتحقيق تسوية سياسية شاملة، بينما مشاركة الدعم السريع تمثل إهانة لدماء الضحايا الذين سقطوا في دارفور والفاشر والجنينة.
مطالبة بتسليم البشير للجنائية الدولية
وفي موقف لافت، دعا مناوي الحكومة السودانية إلى تسليم الرئيس المعزول عمر البشير ومعاونيه إلى المحكمة الجنائية الدولية، والتوقيع على ميثاق روما، مؤكداً أن العدالة لا تتحقق إلا عبر المساءلة الكاملة لكل من تورط في الجرائم ضد الإنسانية. وأشار إلى أن التوقيع على الميثاق يمثل خطوة مهمة نحو إصلاح المنظومة العدلية في السودان وإعادة الثقة للمجتمع الدولي.
الوضع في الفاشر.. كارثي ومأساوي
وتحدث مناوي بإسهاب عن الأوضاع في مدينة الفاشر، قائلاً إنها وصلت إلى مرحلة كارثية بسبب الاستهداف المتعمد للسكان والبنية التحتية من قبل مليشيا الدعم السريع، مؤكداً أن المعركة غير متكافئة بين الجيش السوداني، الذي يعاني من ضعف الإمكانات، ومليشيا الدعم السريع التي تحصل – بحسب قوله – على دعم مباشر من دولة الإمارات العربية المتحدة.
مناوي يحمّل الإمارات مسؤولية دعم الحرب
وأضاف أن المجتمع الدولي إذا كان جاداً في إنهاء الحرب فعليه أن يمارس ضغوطاً حقيقية على الإمارات، لأنها – بحسب وصفه – 'تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن استمرار القتال في السودان'. وقال إن الإمارات ترفض وقف الحرب وتسعى إلى فرض سلام مشوّه وفق شروط استعمارية مرفوضة تماماً، مشيراً إلى أن هذا النوع من التسويات لا يخدم مصلحة السودان ولا يحقق الاستقرار المنشود.
انتقاد لغياب رؤية حكومية موحدة
وأكد مناوي أنه حتى الآن لا يوجد فريق عمل حقيقي داخل الحكومة السودانية يتولى ملف وقف الحرب أو يضع رؤية واضحة للتعامل مع الأزمة الراهنة، لافتاً إلى أن خارطة الطريق التي قدمتها الحكومة السودانية إلى الأمم المتحدة تم إعدادها دون مشاورته أو مشاركة أطراف رئيسية في الصراع. وأضاف أن لديه اعتراضات واضحة على بعض البنود التي يرى أنها قد تؤدي إلى تقسيم السودان أو المساس بوحدته الترابية.
مناوي: لا يمكن للإمارات أن تتوسط وهي من أشعل الحرب
ووجّه مناوي انتقادات لاذعة للإمارات قائلاً: 'كيف يمكن لدولة أشعلت الحرب أن تكون وسيطاً في إنهائها؟'، مشدداً على أن الحكومة السودانية يجب أن تعيد ترتيب علاقتها مع أبوظبي بشكل مباشر وواضح قبل الحديث عن أي مسار سلام أو وساطة جديدة. وأوضح أن الوضع الراهن يتطلب مواقف حازمة من الدولة السودانية لحماية سيادتها ومنع أي تدخلات خارجية في شؤونها.
تأكيد على الشراكة في الحرب والاختلاف في السياسة
وأشار مناوي إلى أن قواته تقاتل إلى جانب الجيش السوداني على الأرض دفاعاً عن وحدة البلاد، لكنه أقر بوجود خلافات سياسية داخل الحكومة، وقال إن 'الأمور السياسية ليست على ما يرام'، في إشارة إلى تضارب الرؤى داخل مؤسسات الحكم بشأن كيفية إدارة الأزمة الراهنة.
مناوي: الدعم السريع يحاول تلميع صورته عبر ضم فصائل جديدة
وفي ختام حديثه، تطرق مناوي إلى محاولات مليشيا الدعم السريع تحسين صورتها أمام الرأي العام عبر ضم مجموعات مسلحة جديدة، من بينها ما يُعرف بـ'فصيل أحمر الشفاه'، مشيراً إلى أن هذه الخطوة لن تُبرئ المليشيا من مسؤوليتها عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها في مناطق عدة، خاصة في الجنينة والفاشر وأجزاء واسعة من دارفور. وأكد أن العدالة ستطال كل من أجرم في حق الشعب السوداني مهما طال الزمن.


























