اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ نيسان ٢٠٢٥
*1.المنظور الاستراتيجي للحرب بالطائرات المسيّرة :*
استخدام الطائرات المسيّرة لا يعني فقط تفوقًا تكنولوجيًا ، بل تغيرًا فى طبيعة القيادة والسيطرة على الأرض .
ففى معظم التقارير الاستخباراتية ، يُنظر إلى هذا النوع من التسليح كأداة اختراق سيادي ، لأنه يفترض بالضرورة وجود مشغّلين أجانب أو تدريب خارجي .
الدعم السريع ، الذي لا يملك بنية تحتية أو هندسية لتطوير هذا النوع من السلاح ، يُرجّح أنه يعتمد على طواقم أجنبية فى التشغيل والاستهداف ، مما يعزز فرضية الاحتلال غير المُعلن عبر الوكالة .
2. عسكرة الاقتصاد واستهدافه كهدف استراتيجي :
اللافت فى تصريحات جابر هو التركيز على الاقتصاد كأرض معركة ، ما يعني أن الحرب خرجت من نطاق السيطرة التقليدية ، وأصبحت تشمل تدمير رموز البقاء نفسها .
هذا التكتيك ليس عشوائيًا بل محسوب فى إطار 'إخضاع المدن' عبر كسر مواردها ، مثل ضرب خزانات المياه والكهرباء فى نيالا ، وبورتسودان ، والجزيرة .
3. ازدواجية التصريحات العسكرية : بين الردع والحسابات الدولية :
رغم حديث جابر عن قدرة الجيش على الوصول لأي منطقة ، إلا أن التحفّظ الواضح فى الاستخدام الفعلي للسلاح المتطور يُشير إلى :
إما وجود ضغوط دولية تمنع الحسم ، خاصة فى المناطق المكتظة بالسكان .
أو ضعف فى بنية التشغيل والسيطرة على هذا النوع من الأسلحة داخل الجيش مقارنة بالدعم الذي يحصل عليه الدعم السريع من غرف عمليات خارجية .
4. خريطة القوى الداعمة وحسابات ما بعد الحرب :
من غير المعقول أن يكون استخدام الدعم السريع للطائرات المسيّرة عشوائيًا أو تكتيكًا عسكريًا بحتًا ، بل هو جزء من صفقة إقليمية – دولية تهدف لتغيير التوازنات داخل السودان .
الإمارات ، كما ورد فى أكثر من تقرير ، تسعى لتحويل الدعم السريع إلى ذراع أمني استراتيجي فى القرن الإفريقي ، يُكمّل أدوارها فى ليبيا واليمن وأريتريا .
5. الرسالة النهائية :
يجب أن يفهم الشعب السوداني ، والفاعلون الدوليون ، أن استخدام الطائرات المسيّرة ليس فقط جريمة حرب حين يُستخدم ضد المدنيين ، بل مؤشرٌ على غياب الدولة وبداية عصر الميليشيا العابرة للحدود .
ما لم يتم وقف هذا المسار بتوافق وطني عاجل ، فإن السودان ماضٍ نحو تفكك جيوسياسي سيكون من المستحيل ترميمه .