اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يواجه اللاجئون السودانيون في مخيم فرشنا بشرق تشاد أزمة متصاعدة في الحصول على مياه الشرب النظيفة، ما فاقم معاناتهم المستمرة منذ موجات النزوح المتكررة التي بدأت من السودان بين عامي 2003 و2023.
الأزمة الحالية لم تعد مجرد نقص في الموارد، بل تحولت إلى خطر يهدد حياة الآلاف داخل المخيم الذي بات يعاني من شح حاد في المياه الصالحة للاستهلاك البشري.
نقص حاد في الإمدادات وشح في المصادر
يعيش سكان المخيم وسط ظروف صعبة نتيجة محدودية المصادر المائية المتاحة التي لا تلبي احتياجات آلاف اللاجئين، حيث أصبحت الكميات اليومية من المياه غير كافية لتغطية متطلبات الشرب والطهي والنظافة، الأمر الذي جعل الحياة داخل المخيم أكثر قسوة يوماً بعد يوم.
نزوح داخلي جديد بسبب العطش
اللاجئ حسن آدم تحدث قائلاً إن العطش أصبح سبباً رئيسياً في نزوح عائلات كثيرة من مخيم فرشنا إلى مناطق أخرى مثل أدري بحثاً عن المياه. وأشار إلى أن اللاجئين تقدموا بعدة شكاوى للسلطات المحلية والمنظمات الإنسانية بشأن أزمة المياه، لكن دون أي استجابة حقيقية حتى الآن، ما زاد من شعورهم بالإهمال والتهميش،/ بحسب دارفور24.
أزمة متفاقمة دون حلول
من جانبها، أكدت اللاجئة حواء عمر أن أزمة المياه في فرشنا تُعد من أكثر الأزمات إلحاحاً وخطورة داخل المخيم، مشيرة إلى أنها تفكر بجدية في مغادرته بعد أن أصيب أطفالها بأمراض متكررة نتيجة تلوث المياه المستخدمة. وأضافت أن الوضع الصحي يتدهور يوماً بعد يوم في ظل غياب الرقابة الصحية وضعف الاستجابة الإنسانية من الجهات المختصة.
ارتفاع جنوني في أسعار المياه
سعر برميل المياه داخل مخيم فرشنا ارتفع إلى نحو 20 ألف جنيه سوداني، وهو مبلغ يفوق قدرة معظم الأسر اللاجئة التي تعاني من الفقر المدقع وانعدام مصادر الدخل. هذا الارتفاع غير المسبوق جعل من الحصول على المياه عبئاً اقتصادياً كبيراً، يضطر معه اللاجئون إلى تقليص استهلاكهم اليومي إلى الحد الأدنى.
ساعات انتظار طويلة ومعاناة يومية
ويضطر اللاجئون إلى الوقوف في طوابير طويلة تمتد لساعات أمام نقاط توزيع المياه القليلة في المخيم، وسط ازدحام شديد ودرجات حرارة مرتفعة، في مشهد يومي يعكس عمق المعاناة التي يعيشها هؤلاء النازحون. هذا الانتظار الطويل يحرمهم من ممارسة أنشطتهم اليومية ويزيد من أعباء النساء اللواتي يتحملن العبء الأكبر في جلب المياه.
مياه ملوثة ومخاطر صحية جسيمة
نتيجة العجز في الإمدادات الرسمية، يلجأ كثير من اللاجئين إلى الاعتماد على الآبار التقليدية الصغيرة التي غالباً ما تكون ملوثة وغير صالحة للشرب، ما أدى إلى تفشي الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا والبلهارسيا بين سكان المخيم. تقارير طبية محلية حذّرت من كارثة صحية محتملة إذا لم يتم التدخل العاجل لتحسين جودة المياه ومعالجة مصادر التلوث.
معاناة مضاعفة للفئات الهشة
تزداد معاناة الأطفال والمسنين والنساء الحوامل على وجه الخصوص بسبب صعوبة الوصول إلى نقاط توزيع المياه المزدحمة. هؤلاء الفئات يجدون أنفسهم في مواجهة خطر العطش والمرض يومياً، في ظل غياب الدعم الإنساني الكافي وصعوبة التنقل داخل المخيم الذي يفتقر إلى البنية التحتية الأساسية.
تحذيرات من تفاقم الأزمة
منظمات إغاثة محلية ودولية حذرت من أن استمرار أزمة العطش دون حلول عاجلة سيؤدي إلى كارثة إنسانية جديدة في شرق تشاد، مطالبة بزيادة دعم مشاريع المياه وحفر آبار جديدة لضمان توفير إمدادات مستدامة للاجئين. كما دعت إلى تنسيق الجهود بين الحكومة التشادية والمنظمات الدولية لتحسين الأوضاع الصحية والبيئية في المخيم.
أزمة إنسانية تتطلب تدخلاً عاجلاً
تؤكد جميع المؤشرات أن أزمة العطش في مخيم فرشنا تجاوزت حدود المعاناة اليومية لتتحول إلى تهديد حقيقي لحياة الآلاف من اللاجئين السودانيين. وبينما ينتظر الأهالي تدخلاً فعالاً من المجتمع الدولي، تستمر معاناتهم في صمت تحت شمسٍ حارقة وظروفٍ قاسية تهدد حياتهم ومستقبل أطفالهم.
