اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٥
في ظل الجدل السياسي المتصاعد حول المواقف الرسمية من الوساطات الدولية، كتب الصحفي عثمان ميرغني تعليقاً مقتضباً على صفحته بمنصة فيسبوك رداً على تصريحات رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، متسائلاً: “هل هي عُملة؟ (ليست مبرئة للذمة)”، وذلك بعد أن أعلن البرهان رفضه لمبادرة الرباعية الدولية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر.
أكد البرهان خلال اجتماع موسع مع كبار ضباط القوات المسلحة برتبة لواء فما فوق، يوم الأحد 23 نوفمبر 2025، أن السودان لا يقبل بالإمارات كوسيط في الأزمة، موضحاً أن الرباعية ليست مبرئة للذمة في حال كانت الإمارات جزءاً منها، خاصة في ظل ما وصفه بتورطها في دعم “المتمردين” ضد الدولة السودانية. وأضاف أن السردية التي يرددها مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، بشأن وجود سيطرة لتنظيم الإخوان داخل الجيش، هي سردية ظلت تطلقها الإمارات، مؤكداً أنها مجرد “فزاعة” يتم استخدامها مع الأميركيين والسعوديين والمصريين.
شدد البرهان على أن القوات المسلحة عازمة على استعادة كل الأراضي في كردفان ودارفور، نافياً ما وصفه بالادعاءات حول وجود سيطرة للإخوان داخل المؤسسة العسكرية، ومبيناً قدرة الجيش على إصلاح وهيكلة بنيته بنفسه. وأوضح أن ما أسماه “مليشيا آل دقلو الإرهابية” ارتكبت جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي بحق السودانيين، مشيراً إلى أن هناك دولاً تساعد هذه القوات، وهي غير مقبولة بالنسبة للجيش، إضافة إلى جماعات سياسية أخرى تقدم لها المساندة، مؤكداً أنها أيضاً غير مقبولة.
قال البرهان إن الجيش ليس دعاة حرب ولا يرفض السلام، لكنه لن يقبل بأي تهديدات أو إملاءات خارجية، مشدداً على أن الشعب السوداني ليس ضعيفاً وأن ثقته في ضباطه وجنوده هي مصدر قوة المؤسسة العسكرية. وأضاف أن القوات المسلحة ستواصل القتال حتى استعادة كل الأراضي، قائلاً: “سنطردهم من هذا السودان، والنصر سيكون حليفنا طالما نحن على حق”. وأكد أن الجيش مصمم على خوض هذه المعركة بشرف وعزة ودون تدخل خارجي، واصفاً إياها بأنها معركة الكرامة ومعركة بقاء للشعب السوداني.
امتدح البرهان مساعي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمعالجة الأزمة السودانية وتحقيق السلام، موضحاً أن حديثه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ساعد في توضيح الصورة الحقيقية لما يجري في السودان. وأكد أن هذه المبادرة تمثل فرصة لتجنيب البلاد الدمار والتمزق، مشيراً إلى أن أمن البحر الأحمر يهم الجميع وأن السودان سيعول على هذه الجهود لإنهاء الحرب بالطريقة المثالية.
قال البرهان إن الدولة السودانية مستهدفة، ولذلك لابد من جمع الكلمة وتوحيد الصف لمواجهة هذا الاستهداف. وأضاف أن الحلول التي يتم تقديمها حالياً هي دعوة صريحة لتقسيم السودان، متسائلاً كيف يمكن وقف إطلاق النار بينما قوات الدعم السريع تحتل المدن والمناطق، مؤكداً ضرورة تجميع عناصر هذه القوات وتسليم أسلحتها بضمانات. وتابع قائلاً: “لا أحد يستطيع أن يفرض علينا حمدوك وحميدتي”، مضيفاً أن الحالمين بحكم السودان وعلى رأسهم حمدوك لن يتمكنوا من ذلك مجدداً.
وكان البرهان قد نشر تدوينة مقتضبة عبر منصة “إكس” يوم الأربعاء، شكر فيها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب. وفي المقابل، قال ترامب: “سنبدأ العمل بشأن السودان بعدما طلب مني ذلك الأمير محمد بن سلمان، الذي سيكون له دور قوي في إنهاء النزاع هناك”.
منذ اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، تفاقمت المعاناة الإنسانية في البلاد جراء استمرار القتال، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم حالياً.


























