×



klyoum.com
sudan
السودان  ٢٨ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
sudan
السودان  ٢٨ نيسان ٢٠٢٤ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار السودان

»سياسة» اندبندنت عربية»

عن الثورة والحرب في السودان

اندبندنت عربية
times

نشر بتاريخ:  السبت ٢٤ شباط ٢٠٢٤ - ١٥:٣٣

عن الثورة والحرب في السودان

عن الثورة والحرب في السودان

اخبار السودان

موقع كل يوم -

اندبندنت عربية


نشر بتاريخ:  ٢٤ شباط ٢٠٢٤ 

فيما كان حزب 'الأمة' ينادي باستقلال البلاد كان حزب 'الأشقاء' ينادي بوحدة وادي النيل

ما حدث في السودان منذ الـ19 من ديسمبر (كانون الأول) 2018 إلى يومنا هذا يعكس طبيعة التحولات الخطرة التي ضربت التاريخ السياسي الحديث لهذا البلد.

وفي وقت دخلت فيه الحرب شهرها الـ10، لا يمكننا اليوم فصل المآل الذي انكشف عن حرب الـ15 من أبريل (نيسان) 2023 بمعزل عن التطورات السياسية والعسكرية والأمنية التي طرأت تداعياتها منذ ذلك اليوم، أي منذ اندلاع ثورة ديسمبر 2018، في ما كانت من قبل مؤشرات لقنابل زمنية موقوتة تنذر بانفجار أزمة السلطة السياسية منذ الاستقلال. وللمرة الأولى يختبر السودانيون فظاعة الحرب من داخل المركز، حيث انطلقت من هناك إلى معظم ولايات السودان بسبب اندلاعها في المركز (الخرطوم) هذه المرة، بعد أن سكنت الحرب الأهلية هوامش السودان منذ عام 1955، وظلت تتنقل من الجنوب إلى الغرب إلى الشرق، حتى كان مآلها الخرطومي الأخير دالة كاشفة عن نهايات تاريخ مأزق السلطة السياسية في السودان.

في قراءتنا لنتائج الثورة والحرب سيكون من العسير أيضاً فصل طبيعة ما جرى خلال الثورة والحرب الدائرة الآن، عن طبيعة الذهنية السياسية التي حكمت السودان منذ استقلاله، من ناحية، وعن طبيعة البنية التكوينية للأحزاب السياسية من ناحية أخرى. فالسياق التاريخي المعاصر لنشاط وطبيعة عمل الأحزاب السودانية عكس أزمة ظاهرة في بنيتها التكوينية التي تشكلت خلال مرحلة الاستعمار حين انقسمت الكتلة الحديثة لطليعة السياسيين السودانيين (مؤتمر الخريجين تأسس في عام 1938) في الأربعينيات إلى ما عرف لاحقاً بالحزبين الكبيرين 'الأمة' و'الأشقاء'، واندرج كل واحد منهما تحت رعاية إحدى الطائفتين الدينيتين الكبريين في السودان (طائفة الختمية بزعامة السيد علي الميرغني التي كانت حاضنة حزب الأشقاء، وطائفة الأنصار بزعامة السيد عبدالرحمن المهدي التي احتضنت حزب 'الأمة').

وفيما كان حزب 'الأمة' ينادي باستقلال السودان تحت شعار 'السودان للسودانيين'، كان حزب 'الأشقاء'، الذي انقسم بعد ذلك لقسمين، ينادي بوحدة وادي النيل (مصر والسودان). وبدا واضحاً أن مناخ الحرب الباردة الذي شهد استقطاباً سياسياً وأيديولوجياً في السودان كان له النصيب الأكبر في انزياح كثر من عضوية الحزبين الطائفيين إلى أحزاب عقائدية حديثة ذات طابع أممي عابر للجماعة الوطنية ظهر في ذلك المناخ، حيث استوعب الحزب الشيوعي، و'الإخوان المسلمون' تلك الطلائع الحديثة من خريجي المدارس الثانوية وجامعة 'الخرطوم'، وكان ذاك المناخ بدوره قد لعب دوراً كبيراً في صرف مفكري نخب تلك الأحزاب عن التحديق في مهام التكوين التنموي وتحديات بناء الكيانية الوطنية في الأجندة السياسية لهذين التيارين الأيديولوجيين، إذ بدا لكثر من تلك الطلائع أن في ما خلفه المستعمر من بنى تحتية وخدمة مدنية، إلى جانب أشكال الحياة الحديثة في الانتظام المدني، كما لو أنها كانت كافية بذاتها بما لا حاجة إلى المزيد عليه، فيما كانت هناك بدايات واضحة للخلل البنيوي الذي صاحب تحديات تعميم العدالة التنموية الشاملة وحقوق المواطنة المتكافئة.

وحتى الهوية السودانية أصبحت غائمة في دائرة الاهتمام السياسي الأيديولوجي لتلك التيارات، فسمح ذلك مع الزمن، ببروز مشكلات كيانية كان لإهمالها في ذلك الوقت المبكر من بدايات اختلال إدارة السلطة والثروة، الدور الأكبر في تكريس تراكمات تاريخية انفجر خزينها الأخير في ما عبرت عنه حرب الخرطوم في الـ15 من أبريل 2023.

فقضية كقضية الهوية السودانية الجامعة كان قد تم حسمها بخفة كهوية عربية بسيطة شاملة للجميع، من دون أن تكون هناك قابلية للنظر في تركيب مستحق تفرضه طبيعة تلك الهوية المركبة وتحدياتها، وهو ما ترتب عنه في النهاية ردود فعل طبيعية نتيجة لذلك الحسم الأيديولوجي المختل للهوية.

وكان أبرز تعبير سياسي وعسكري عن ذلك هو ما حدث بمدينة توريت في جنوب السودان، آنذاك، قبل استقلال السودان (تمرد تم حسمه عسكرياً وأدى إلى انفجار مشكلة جنوب السودان التي انتهت بانفصاله في عام 2011) نظراً إلى التناقضات التي كشفت عن نفسها مبكراً عند الجنوبيين حين أحسوا باغترابهم في تلك الهوية المعممة بالإكراه من ناحية، وبتهميشهم وإفقارهم لحظوظ التنمية من ناحية ثانية.

حين انفصل جنوب السودان، عام 2011، كتبنا مقالاً بعنوان (انفصال الجنوب ومأزق الدولة الشمالية) ذكرنا فيه 'أن الرؤية المضللة لوعي الهوية السودانية على ذلك النحو الأوتوقراطي ستنتج جنوباً آخر في أكثر من منطقة بدولة الشمال السودانية، لا بسبب الاختلاف الديني هذه المرة، وإنما كرد فعل على المشكلة الزمنية التي تتصل بغياب حقوق العدالة التنموية والمواطنية في المناطق المهمشة في شرق السودان وغربه، ذلك أن الأسباب التي دعت إلى انفصال جنوب السودان لا تزال كامنة في بنية تفكير الطبقة السلطوية الحاكمة، وفي جملة الإجراءات التي ستتعلق بواقع الدولة الشمالية مستقبلاً، وفي طريقة استجابته للتحديات التي يخلقها هذا النظام بنفسه ثم يعجز عن حلها، ومن ثم تتعقد على نحو أكثر فظاعة'.

إذاً، فالمشكلة ذات طابع تاريخي متصل بغياب استحقاقات العدالة التنموية الشاملة، وحقوق المواطنة، وقد أخفقت الحكومات السودانية المتعاقبة منذ الاستقلال في تحقيق هاتين المسالتين، ليس في جنوب السودان فحسب، بل في جميع هوامش وأطراف السودان، وخلصنا في المقال إلى أنه 'ما دامت هذه الحقوق مستلبة للغالبية العظمى من مواطني دولة الشمال فإن النتيجة الطبيعية هي الانفصال أو طلب تقرير المصير، وسنرى ذلك لاحقاً في دارفور، وفي منطقة جبال النوبة، ومنطقة النيل الأزرق وشرق السودان، وسيكون البديل عن هذين الخيارين: الحرب الأهلية الشاملة'، وهو ما حدث للأسف.

اليوم، ومنذ الـ15 من أبريل 2023، حدثت الحرب الأهلية الشاملة التي تنحو في شهرها الـ10 نحواً خطراً، سيكون بدروه عقدة أكبر بكثير من كل العقد الخطرة التي مرت بها تراكمات الغبن التاريخي لهوامش السودان، وستنتج عقدة الحرب الأهلية الكبرى تصدعات كبيرة في جسم المجتمع السوداني، وبدأنا نرى انعكاساتها بوضوح في وحشية فظيعة رأينها عبر عملية قطع الرؤوس التي هزت الوجدان العام للسودانيين ولبقية العالم. فما حدث في تلك العملية كان نتيجة طبيعية لخطاب الكراهية الذي غذته هذه الحرب، لا سيما بين المكونات الاجتماعية والجهوية تم شحنها، عبر وسائط 'السوشيال ميديا'، بخزين مسموم ومضلل، كي تتجاوز حدودها السياسية لتصبح حرباً أهلية متمادية ومستعصية إلى حدود التفسخ الذي لا عودة بعد إلى أي صيغة من صيغ ترميم الاجتماع السياسي المتصدع للسودانيين.

ديناميات هذه الحرب تنشط فيها أجندات خارجية، لكن خطورة هذه الأجندات الخارجية بدأ بعض تداعياتها المرتدة يشكل خطراً أكبر حتى على بعض أصحاب تلك الأجندات، وهو أمر يقترب اللعب فيه على هذا النحو الخطر من طريقة اللعب بالبيضة والحجر، ناهيك بالحساسية الجيوسياسية لموقع السودان والشرور التي يمكن أن تنبعث من تفسخ الحرب الأهلية السودانية في الإقليم كله.

إن ما نشهده من تذبذب في المسارات المتعثرة لاتجاهات السلام في هذه الحرب من خلال المنابر المتعددة، يعكس بوضوح عبثية هذه الحرب، من ناحية، كما يكشف عن رهان دعاة الحرب في التسارع الحميم الذي يريدون به توجيهاً متجدداً لتعميق مسار الحرب الأهلية وصولاً بها إلى نقطة اللاعودة، لا سمح الله.

وإذ ينشط هذه الأيام حراك للولايات المتحدة من خلال جهود حثيثة لوقف الحرب والتخطيط لليوم التالي بعد الحرب، وسط أنباء عن قرب استئناف محادثات منبر جدة، في بداية مارس (آذار) المقبل، بناءً على ما تم التوافق عليه من اتفاق المبادئ السري الذي وقعه كل من نائب قائد الجيش الفريق شمس الدين الكباشي، ونائب قائد 'الدعم السريع' الفريق عبدالرحيم دقلو، بحسب صحيفة 'الشرق الأوسط'، فإن مؤشرات أخرى كذلك ربما تعكس جهوداً جدية هذه المرة لوقف الحرب، وفق تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار الذي أكد، في زيارته الأخيرة لأوغندا، نية الجيش السوداني إنهاء الحرب.

وأمام التحديات البنيوية لأزمة السلطة السياسية وتراكماتها التي أدت إلى انفجار حرب الـ15 من أبريل في الخرطوم، سيكون من الأهمية بمكان اليوم أن تكون ثمة جدية في التزام بنود الاتفاق المرتقب لأنه بمثابة الحبل الأخير للغريق.

أخر اخبار السودان:

بتكلفة (582) مليون جنيه .. الهيئة القومية للطرق والجسور تعلن البدء في عمليات الصيانة لطريق الدبة دنقلا

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
1

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 1641 days old | 179,559 Sudan News Articles | 1,498 Articles in Apr 2024 | 59 Articles Today | from 20 News Sources ~~ last update: 23 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



عن الثورة والحرب في السودان - sd
عن الثورة والحرب في السودان

منذ ٠ ثانية


اخبار السودان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل