مشاهد بطولية في الفاشر تؤكد صمود الجيش والمواطنين

متابعات- نبض السودان

أصدر الجيش السوداني بيانًا رسميًا عبر الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، أكد فيه تمكن قواته بالتعاون مع القوة المشتركة والقوات الساندة من صدّ هجوم عنيف شنّته المليشيا الإرهابية على المدينة فجر اليوم الجمعة، من محورين رئيسيين هما الشمالي والشمالي الشرقي، في واحدة من أعنف المعارك التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع الأخيرة.

وأوضحت الرقيب أول آسيا الخليفة قبلة، المراسل الحربي للفرقة السادسة مشاة، أن الهجوم بدأ منذ الساعة السادسة صباحًا باستخدام المشاة والمركبات القتالية والمصفحات، مشيرة إلى أن القوات المسلحة تعاملت مع الهجوم بحسم، وتمكنت من إلحاق خسائر فادحة بالعدو في الأرواح والعتاد.

تدمير عشر مركبات والاستيلاء على عربتين لاندكروزر

وأفادت قبلة بأن القوة المهاجمة كانت تضم نحو خمسين مركبة قتالية، تمكنت قوات الجيش من تدمير عشر مركبات منها بالكامل، إضافة إلى الاستيلاء على عربتين من طراز لاندكروزر محملتين بكامل العتاد الحربي والذخائر، إلى جانب تعطيل عدد آخر من العربات خلال المواجهات المباشرة.

كما أكدت أن العشرات من عناصر المليشيا لقوا مصرعهم، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة، في حين فرّ من تبقى منهم في اتجاهات متفرقة خارج المدينة بعد فشل الهجوم.

المقاومة الشعبية تتصدى للهجوم في المحور الغربي

من جهتها، قالت المقاومة الشعبية بولاية شمال دارفور في بيان متزامن، إن المليشيا الإرهابية نفّذت هجومًا متزامنًا من المحور الغربي مستخدمة سيارات قتالية مصفحة مدعومة بعناصر من المشاة، غير أن القوات المشتركة والمقاومة الشعبية تمكنت من التصدي للهجوم بنجاح.

وأضاف البيان أن نيران المدفعية والطائرات المسيّرة لعبت دورًا حاسمًا في المعركة، حيث جرى تفكيك القوة المهاجمة وتشتيتها بالكامل، ما أسفر عن تدمير ثلاث سيارات قتالية مصفحة وتحييد عدد من عناصر وقيادات المليشيا.

السيطرة على المحور الشمالي الغربي ومطاردة فلول العدو

وأشار البيان إلى أن الاشتباكات امتدت لاحقًا إلى المحور الشمالي الغربي من المدينة، حيث تمكن المقاتلون من تحييد مزيد من عناصر المليشيا والاستيلاء على أربع سيارات قتالية بكامل عتادها العسكري، قبل أن تبدأ القوات المشتركة في مطاردة فلول القوة المعادية إلى خارج تخوم مدينة الفاشر شمالًا.

وأكدت المقاومة الشعبية أن الفاشر ما تزال صامدة رغم تعدد المحاولات والهجمات التي تتعرض لها منذ أشهر، مشيرة إلى أن المدينة تقاوم تحت حصار خانق فرضته المليشيا، أدى إلى أوضاع إنسانية كارثية يعاني منها المدنيون.

كارثة إنسانية متفاقمة في الفاشر

وأوضحت المقاومة أن الحصار المفروض على المدينة تسبب في نقص حاد في المواد الغذائية وغياب شبه تام للإمدادات الطبية والإنسانية، الأمر الذي انعكس بصورة مأساوية على أوضاع الأطفال والنساء وكبار السن.

وأكدت أن معدلات الجوع وسوء التغذية ارتفعت إلى مستويات خطيرة، حيث يعاني آلاف الأطفال من سوء التغذية الحاد في ظل انعدام الخدمات الصحية الأساسية.

دعوة المجتمع الدولي للتدخل العاجل

وطالبت المقاومة الشعبية والمجتمع المحلي في الفاشر الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والإقليمية بـضرورة التدخل العاجل لفك الحصار عن المدينة، وإسقاط مساعدات إغاثية جوية عاجلة لإنقاذ المدنيين من الموت جوعًا ومرضًا.

كما ناشد البيان المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي باتخاذ موقف واضح ضد الجرائم التي ترتكبها المليشيا بحق سكان المدينة، داعيًا إلى تحقيق دولي شامل في الانتهاكات الإنسانية المتكررة في شمال دارفور.

استمرار الصمود رغم القصف والمعاناة

ورغم تواصل الهجمات والقصف المدفعي الذي تتعرض له الفاشر بين الحين والآخر، يؤكد الجيش السوداني والمقاومة الشعبية أن المدينة لا تزال ثابتة وصامدة، وأن القوات المسلحة تحكم سيطرتها على المواقع الاستراتيجية داخل المدينة وحولها.