شخصيات إسرائيلية تطالب بعقوبات قاسية ضد تل أبيب

متابعات- نبض السودان

في تطور مفاجئ وغير مسبوق، دعت 31 شخصية عامة إسرائيلية بارزة، من بينهم أكاديميون وفنانون ومثقفون، إلى فرض 'عقوبات معوقة' على إسرائيل من قبل المجتمع الدولي، وذلك في ظل تصاعد الرعب الإنساني في قطاع غزة، حيث يعاني السكان من المجاعة والغارات المتواصلة منذ أشهر.

اتهام رسمي من شخصيات بارزة لحكومة تل أبيب

واتهمت هذه الشخصيات الحكومة الإسرائيلية بشن 'حملة وحشية' ضد الفلسطينيين في غزة، واتخاذ سياسة تجويع ممنهجة قد تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية، وفق ما جاء في رسالة مشتركة نُشرت في صحيفة الغارديان البريطانية، مطالبةً بوقف إطلاق نار دائم وفوري.

توقيعات من رموز الثقافة والقانون والسياسة

الرسالة حملت توقيع شخصيات لامعة من مختلف الأوساط، منها:

هذه الأسماء ليست هامشية، بل تمثل رموزًا ثقافية وقانونية طالما كانت في صلب المؤسسة الإسرائيلية.

هجوم غير مسبوق على سياسات إسرائيل في غزة

الرسالة وصفت الأوضاع في غزة بأنها 'حملة قمعية قاتلة' تشمل تجويع المدنيين وإطلاق النار على الجائعين أثناء محاولاتهم الحصول على الغذاء، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.

وجاء في نص الرسالة: 'يجب على المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات صارمة على إسرائيل حتى تنهي هذه الحملة الوحشية وتنفذ وقف إطلاق نار دائم.'

كسر للمحرمات داخل إسرائيل

ما يجعل هذه الرسالة صادمة هو أنها كسرت أحد المحرمات السياسية والاجتماعية في إسرائيل، حيث عملت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على تمرير قوانين تجرم دعوات فرض عقوبات دولية عليها، بل وتلاحق مؤيدي حركة المقاطعة الدولية (BDS).

انتقادات من منظمات حقوقية إسرائيلية

بالتزامن مع الرسالة، أصدرت منظمتا 'بتسيلم' و'أطباء من أجل حقوق الإنسان في إسرائيل' تقارير اتهمتا فيها الحكومة الإسرائيلية بشكل صريح بـتنفيذ سياسة 'إبادة جماعية' ضد سكان غزة، وهو اتهام غير مسبوق في الخطاب الحقوقي الإسرائيلي الرسمي.

60 ألف قتيل فلسطيني منذ بداية الحرب

تأتي هذه التطورات فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة عن مقتل أكثر من 60 ألف فلسطيني منذ اندلاع الحرب قبل 21 شهرًا، مع تحذيرات أممية مستمرة من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع المحاصر.

انتقادات حادة من الجالية اليهودية في الولايات المتحدة

الانتقادات لم تقتصر على الداخل الإسرائيلي، فقد أصدرت حركة الإصلاح، وهي أكبر طائفة يهودية في الولايات المتحدة، بيانًا يوم الأحد، أكدت فيه أن الحكومة الإسرائيلية 'مذنبة' في انتشار المجاعة في غزة، ودعت إلى تحرك أخلاقي عاجل لمواجهة ما وصفته بـ'مأساة إنسانية غير مسبوقة'.

دعوة للتوقف عن لوم حماس

وأضاف بيان حركة الإصلاح: 'لا ينبغي لأحد أن يختبئ خلف حجج تقنية حول تعريف الجوع، أو يُحمّل المسؤولية الكاملة لحماس، بينما يعاني الملايين من الجوع والموت في غزة. الدولة اليهودية تتحمل جزءًا من هذه الكارثة.'

صدمة في المجتمع الإسرائيلي وقلق في الشتات اليهودي

الصور الصادمة للأطفال الفلسطينيين الهزيلين وتقارير إطلاق النار على المدنيين في طوابير الغذاء، أدت إلى هزة أخلاقية داخل المجتمع الإسرائيلي، ودفعت شخصيات محسوبة على النخبة الثقافية للحديث علنًا عن ضرورة تدخل دولي لوقف ما وصفوه بـ'السياسات الفاشية'.