اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
تواصلت موجات النزوح الجماعي من مدينة الفاشر إلى بلدة طويلة الواقعة على بُعد نحو 55 كيلومترًا غربًا، نتيجة الحصار الخانق الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع، والانهيار الكامل في الخدمات الأساسية من أمن وغذاء ومياه شرب وأدوية.
وتُحكم مليشيا الدعم السريع سيطرتها على مداخل ومخارج المدينة، في محاولة لإسقاطها والسيطرة على آخر فرقة خارجة عن سيطرتها في إقليم دارفور، بعد استيلائها على الفرق العسكرية في نيالا، زالنجي، الجنينة، والضعين منذ عام 2023.
وبحسب مصفوفة النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية، فقد نزح نحو 1,070 شخصًا من الفاشر خلال يومي الأحد والاثنين الماضيين، فيما بلغ عدد الأسر التي وصلت إلى طويلة 346 أسرة تضم 1,298 فردًا، وفقًا لتصريحات آدم رجال، المتحدث باسم منسقية النازحين واللاجئين في دارفور.
وأكد رجال أن معظم النازحين من الأطفال والنساء وكبار السن، ويعيشون أوضاعًا إنسانية حرجة وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية والدعم النفسي، مشيرًا إلى أن العديد منهم ما زالوا يقيمون في العراء دون مأوى.
وفي شهادات مؤلمة، تحدث نازحون عن معاناتهم أثناء الرحلة، حيث قال محمد يوسف تور إن أسرته تعرضت للضرب والسحل، واستغرقت ستة أيام للوصول إلى طويلة، فيما يعاني أطفاله من سوء تغذية حاد. أما حليمة إسماعيل، فأكدت أن الأسر النازحة بحاجة ماسة إلى مأوى ومياه صالحة للشرب، خاصة مع وجود أطفال رُضّع في ظروف مناخية قاسية.
من جانبها، أعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن أكثر من 150 شخصًا أُدخلوا إلى المستشفى الريفي في طويلة يوم الأحد، بينهم 49 امرأة و28 طفلًا دون سن الخامسة عشرة، مشيرة إلى أن العديد منهم وصلوا في حالة إنهاك شديد نتيجة الهجمات المتكررة وتدهور الأوضاع في الفاشر.
وقد نصبت المنظمة خيمتين إضافيتين لاستيعاب الحالات الطارئة، ونشرت سيارات إسعاف لفرز المصابين وتحويلهم إلى المستشفى، مؤكدة استمرارها في تقديم الرعاية الطبية وسط تصاعد الأزمة الإنسانية.
ووفق آخر إحصائية لمنظمة الهجرة الدولية في أغسطس الماضي، تستضيف بلدة طويلة أكثر من 600 ألف نازح من مدينة الفاشر والقرى المجاورة، يقيمون في عدد من المخيمات وداخل أحياء البلدة، وسط تحديات متزايدة في توفير الاحتياجات الأساسية.