اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
واصل الدولار الأمريكي صعوده المتسارع مقابل الجنيه السوداني اليوم الجمعة 18 يوليو، ليبلغ سعره في السوق الموازي نحو 2850 جنيهًا، في تصاعد دراماتيكي يأتي على خلفية قرار مفاجئ برفع الدولار الجمركي، مما زاد من الضغوط الاقتصادية الهائلة على المواطنين وأشعل أسعار السلع والخدمات في كافة الأسواق السودانية.
الدولار الجمركي والفوضى تضرب الأسواق
في خطوة وُصفت بأنها مفاجئة وصادمة للمتعاملين في السوق، رفعت وزارة المالية الدولار الجمركي من 2,000 إلى 2,400 جنيه سوداني، دون إعلان رسمي أو تهيئة للقطاع الاقتصادي. القرار أدى إلى حالة من الفوضى في قطاع الاستيراد، وسط ارتباك حاد في حسابات التجار والموردين الذين وجدوا أنفسهم أمام واقع جديد يزيد من تكلفة البضائع المستوردة ويصعّب عمليات التسعير.
المعيشة على حافة الانهيار
يأتي التدهور الجديد في قيمة الجنيه السوداني ليضيف مزيدًا من الأعباء على كاهل المواطن السوداني، الذي يواجه ارتفاعًا جنونيًا في أسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية، في وقت تتآكل فيه المدخرات وتنهار الأعمال الصغيرة والمتوسطة، بينما يعيش كثير من المواطنين في حالة من التشرد القاسي داخل وخارج البلاد، نتيجة الانهيار الاقتصادي وتداعيات الحرب.
العملات العربية تلحق بالركب
لم تقتصر آثار ارتفاع الدولار على السوق الأمريكي فقط، بل ارتفعت كذلك أسعار العملات العربية مقابل الجنيه السوداني بشكل غير مسبوق. ووفق تداولات مساء الخميس، فقد سجّل:
وتعكس هذه الأرقام مدى الانهيار المتسارع لقيمة الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية والعربية، وهو ما يشكل خطرًا مضاعفًا على الاستقرار الاقتصادي في البلاد.
المستوردون في ورطة
أكد تجار ومستوردون في تصريحات متفرقة أن قرار رفع الدولار الجمركي بهذه الصورة المفاجئة أربك كافة الحسابات المتعلقة بتكلفة الشحن والتخليص الجمركي والتسعير النهائي للبضائع، ما يهدد بخسائر فادحة، خاصة في ظل التذبذب المستمر في سعر الدولار في السوق الموازي.
فجوة بين السوق الرسمي والموازي
يبدو أن الهدف من رفع الدولار الجمركي كان تقليص الفجوة بين السعر الرسمي وسعر السوق الموازي، إلا أن النتيجة جاءت عكسية تمامًا، حيث توسعت الفجوة وازدادت وتيرة المضاربات في السوق، وسط غياب تام لحلول اقتصادية شاملة أو سياسات نقدية مستقرة.